أسلم وأبي هريرة والضحاك بن مزاحم، وأنس بن سيرين، ومالك ابن أنس.
واشتهر به كثيرا: محمد بن سيرين. ولا ندري أهو من تصادف الخواطر، أم قائله واحد ثم تناقله باقي الأئمة مضافا إلى كل من هؤلاء حسب سماعهم منهم.
وفي قوله: انظروا عمن تأخذونه أي: ابحثوا هل الراوي عدل ضابط أو هو غير ذلك. وليس معنى ذلك إلا الجرح والتعديل، فخذوا عمن كان ثقة ودعوا غيره.
وفي قوله: إنما هو الدين: قصر وتأكيد بليغ لا يتم إلا بالبحث في أحوال الرجال الذي ليس هو من الغيبة في شئ بل على العكس من ذلك أمر واجب لا مناص منه لتسلم السنة من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجرح والتعديل في عهد التابعين:
رأينا فيما سلف تشدد الصحابة - رضوان الله عليهم - في رواية الحديث رغم عدالتهم جميعا لترسيخ الحيطة واليقظة في نفوس الرواة من التابعين وتابعي التابعين، حتى لا يتسرب الكذب من ذوي الشهوات للسنة المشرفة دون إن يأبه بهم أحد فما كاد ينقضي عهد الصحابة ويأتي عهد التابعين حتى ازدهر علم الجرح والتعديل لتكاثر المغفلين والمتساهلين والوضاعين وضعاف الايمان، لكن قبلوا بأئمة حذاق يتعقبونهم جميعا دون هوادة، ذبا عن السنة وصيانتها من عبث العابثين.
حدث الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: (أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث، يقال: ليس من أهله)