حتى تتبعت من عند يحيى بن آدم عن قطبة (1) وغيره، فلما قدمت البصرة أخبرت بعنايتي بحديث الأعمش عبد الرحمن بن مهدي، فقال لي: اكتب ما ليس عندك، فأملى علي بضعة عشر حديثا لم أحفظ منها شيئا فجعلت أتعجب من فهمه بما ليس عندي.
أخبرنا محمد بن جعفر المطيري، أخبرنا يزيد بن الهيثم، أخبرنا بشار الخفاف قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي: وليس بامام من حدث بكل ما سمع، وحدث عن كل ما لقي، ويجيب بكل ما يسال عنه، وحدث كل من سأله، ويكتب حديث النبي عليه السلام ما وجدته عن ثقة، ثم تتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه ويلم عن الثقات، ثم يكتب حديث التابعين، ثم لا كتاب بعد ذلك ص.
أنبأنا أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا موسى بن محمد بن حيان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: اتقوا هؤلاء الشيوخ، واتقوا شيوخ أبي عامر العقدي (2) المدنيين.
أنبأنا أحمد بن علي بن المثنى قال: سمعت الحارث بن سريج النقال (3) يقول: سمعت عبد الرحمن ابن مهدي، يقول: أربعة أمرهم في الحديث واحد: جرير (4) والثقفي (5) ومعتمر (6) وعبد الأعلى (7)، يحدثون من كتب الناس ولا يحفظون.
أنبأنا زكريا الساجي، قال سمعت بندارا يقول: ضرب عبد الرحمن بن مهدي على نيف وثمانين شيخنا حدث عنهم الثوري.
أنبأنا أحمد بن الحسين الصوفي، أخبرنا محمد بن قدامة قال: سمعت أبا أسامة يقول: لو أن عبد الرحمن بن مهدي أغرب عن سفيان الثوري ألف حديث ما أنكرته عليه، وذلك أني دخلت علي سفيان الثوري، في مرضه بالبصرة، فرأيت عبد الرحمن يوصيه يلي سفلته بيده.