فمنهم: الشيخ المفيد، عن ابن قولويه، كما في الطريق الأول، وقريب منه ما ذكره في الطريقين الأخيرين.
أقول: ويمكن استظهاره من ثقة الإسلام أيضا، فإنه قد التزم في الكافي في أصوله وفروعه، فيما رواه عن الفضل بن شاذان، بذكر محمد بن إسماعيل، وقد تقدم استظهار أنه النيسابوري، وأنه من مشايخه.
ومن هنا ما جرى غير واحد على تصحيح ما رواه عنه، نظرا إلى أن ذكره لمجرد الاتصال، وقد تقدم تفصيل المقام في ذلك المجال، كما أنه يمكن استظهاره من رئيس المحدثين، الشيخ الصدوق أيضا، فإنه قد التزم في ذكر الطرق والأسانيد بذكر المشايخ، كوالده وابن الوليد وغيرهما من المشايخ الأجلة، بل هو الظاهر من غير واحد من القدماء، ولكن الوجه فيه غير معلوم.
ومن العجيب ما استدل عليه في المستدرك، بما رواه في الكافي: (باسناده عن أحمد بن عمر، قال: قلت لأبي الحسن الرضا - عليه آلاف التحية والثناء -:
الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول أروه عني، يجوز لي أن أرويه عنه؟
قال: فقال: إذا علمت أن الكتاب له، فاروه عنه) (1).
قال: وظاهره معهودية الحاجة إلى الرواية، وقرره على ذلك، وإنما سؤاله عن كفاية المناولة التي هي أحد أقسام التحمل، فأجابه بالكفاية مع العلم بكون الكتاب له ومن مروياته (2).
فإن استظهار معهودية الحاجة، ثم التقرير عليه غريب، فإن الظاهر الذي