الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ١٠٨
جده الحسين - عليه السلام -) (1).
وفي كتاب (الدرجات) المتقدم ذكره: (وصلى عليه ابنه أبو جعفر محمد، ودفن - أولا - في داره ثم نقل منها إلى جوار جده الحسين - عليه السلام - ودفن في مشهده المقدس مع أبيه وأخيه - قال -: وقبورهم

(١) حاشية الشهيد الثاني - رحمه الله - على (الخلاصة) في الرجال للعلامة الحلي - رحمه الله - ما زالت مخطوطة، توجد في مكتبتنا وفى غيرها من المكتبات، فقد ذكر فيها - تعليقا على ما ذكره العلامة - رحمه الله - في ترجمة الشريف المرتضى - قوله: (ثم نقل إلى جوار جده الحسين - عليه السلام - ذكره صاحب تنزيه العقول) وقد ذكر نقله إلى جوار جده - عليه السلام - كثير من أرباب التواريخ والمعاجم الرجالية والأنساب، منهم: ابن عنبة النسابة في (عمدة الطالب: ص ١٩٤) طبع النجف الأشرف، فقد قال إنه (دفن في داره ثم نقل إلى كربلا فدفن عند أبيه وأخيه، وقبورهم ظاهرة مشهورة)، ونقل الشيخ أبو علي الحائري في (منتهى المقال) عن تعليقة الشهيد الثاني خبر نقل السيد المرتضى إلى جوار جده الحسين - عليه السلام - كما ذكرنا.
وممن ذكر نقله إلى كربلا ودفنه إلى جوار جده الحسين - عليه السلام - السيد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة (ص ٤٦٣) كما ستعرف -، ومنهم: السيد الشريف الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني في كتاب (زهر الرياض) كما ذكره سيدنا - رحمه الله - في الأصل، ومنهم: سيدنا الإمام الحجة الحسن صدر الدين الكاظمي - رحمه الله - في رسالته (تحية القبور بالمأثور) - عند ذكره المدفونين في كربلاء من الاعلام - فقال: (... ومنهم: إبراهيم الأصغر ابن الإمام الكاظم - عليه السلام - قبره خلف ظهر الحسين - عليه السلام - بستة أذرع، وهو الملقب بالمرتضى، وهو المعقب المكثر، جد السيد المرتضى والرضي - رحمهما الله - وجدنا، وجد أشراف الموسوية، ومعه جماعة من أولاده كموسى أبي شجة، وأولاده، وجدنا الحسين القطعي، وجماعة من أولاده، في سردابين متصلين خلف الضريح المقدس، وكانت قبورهم ظاهرة، ولما عمر الحرم التعمير الأخير محوا آثارهم، ومعهم قبر السيد المرتضى والسيد الرضي، وأبيهما وجدهما موسى الأبرش...
وقد شرحت التفصيل في كتاب (تكملة أمل الآمل) في ترجمة السيد المرتضى، وتعرضت إلى تحقيق أن قبر السيد المرتضى وأخيه السيد الرضي في كربلا وأن المكان المعروف في بلد الكاظمين - عليهما السلام - بقبرهما هو موضع دفنهما فيه أولا ثم نقلا منه إلى كربلا، ولا بأس بزيارتهما في هذا الموضع أيضا، وإنما أبقوه كذلك لعظم شأنهما).
ويرى الأستاذ المحقق الدكتور مصطفى جواد في مقدمته لديوان الشريف المرتضى المطبوع بمصر (ص 26) - بعد أن جزم بأن السيدين المرتضى والرضي بعد أن دفنا في داريهما نقلا إلى المشهد الحسيني بكربلاء - يرى بأن القبر الذي في خارج سور المشهد الكاظمي هو ليس للشريف المرتضى، فقال: (وقد أظهرت في العصر الأخير في الكاظمية - خارج سور المشهد الكاظمي - تربة كتب عليها: أنها تربة الشريف المرتضى، ثم أظهرت بالقرب منها تربة سميت تربة الشريف الرضي مع أن أكثر المؤرخين الذين ترجموهما ذكروا نقلهما من داريهما إلى المشهد الحسيني بكربلاء، ولا تخلو تسمية التربة في الكاظمية بتربة المرتضى من أمرين: (أحدهما) أنه كان هناك في التربة ضريح أو قبر غير معروف دفينه، فانبرى لها أحد البعيدين عن التحقيق والتدقيق فنسبها إلى المرتضى، (والاخر) أن التربة كانت تسمى (تربة المرتضى) أو (تربة ابن المرتضى) فحذفت لفظة (ابن) من التسمية.
فإن كان اسمها (تربة المرتضى) فليس دفينها الشريف المرتضى، بل إبراهيم ابن الإمام موسى بن جعفر - عليه السلام - وهو الذي مضى إلى اليمن وتغلب عليها في أيام أبي السرايا، ويقال: إنه ظهر داعيا لأخيه الرضا - عليه السلام - فبلغ المأمون ذلك فشفعه فيه وتركه. توفي في بغداد، وقبره بمقابر قريش عند أبيه - عليه السلام - في تربة مفردة معروفة ذكر ذلك مؤلف (غاية الاختصار: ص 50 - ص 54) في ترجمة موسى بن إبراهيم الموسوي.
وعلى القول الثاني، أعني أن تسمية التربة كانت (تربة ابن المرتضى) تكون للسيد علي بن المرتضى بن علي بن محمد ابن الداعي زيد الحسني المعروف بالأمير السيد الذي ذكره ابن النجار في تاريخه، وابن الفوطي في تلخيص معجم الألقاب المولود ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول سنة 521 ه‍، ببغداد والمتوفى ليلة الجمعة ثاني عشر رجب سنة 588 ه‍، ودفن يوم الجمعة بمقابر قريش).
ولكن ذلك يخالف ما ذكره النسابون من أن إبراهيم بن الإمام موسى - عليه السلام - دفن في كربلاء. إلا أن يقال: إنه نقل إليها بعد دفنه بمقابر قريش كما نقل حفيداه المرتضى والرضي.
وانظر تفصيل ما ذكره الدكتور مصطفى جواد في مقدمة الديوان، ولكن الدكتور لم يحقق لنا التربة الثانية التي ذكرها للشريف الرضي، فكأنه لم يجد له مصادر يستقي منها.
ونرى أن ما ذكره (الدكتور) حدس وتخمين، وأن الذي يترجح لنا ما ذكره الامام سيدنا الحسن الصدر - رحمه الله - مما ذكرناه - عن كتابه (تحية أهل القبور بالمأثور) وهو: (... وإن المكان المعروف في بلد الكاظمين - عليهما السلام - بقبرهما هو موضع دفنهما فيه أولا ثم نقلا إلى كربلاء... وإنما أبقوه كذلك لعظم شأنهما).
بقي علينا أن نعرف الدار التي توفي فيها السيد المرتضى ودفن فيها - أولا - ليلة واحدة - على ما يقول ابن خلكان في وفيات الأعيان - فان له دورا عديدة على ما ذكره المؤرخون، وإن سيدنا الصدر - رحمه الله - كما عرفت - يرى ان المكان المعروف في بلد الكاظمين بقبرهما هو موضع دفنهما، ويلزمنا أن نعتبر هذا المكان هو داره الأخيرة التي توفي فيها، ومنها نقل إلى كربلاء، فلاحظ، وإنا نحيلك إلى ما ذكره الاستاذان الدكتور مصطفى جواد ورشيد الصفار في مقدمتيهما للديوان فإنهما ذكرا الدور التي كان يسكنها، وينتهي الأستاذ الصفار فيقول: (فأما أي دار من دوره توفي فيها ودفن بها ثم نقل عنها؟ فهذا لا يمكننا تعيينه، كما لا نعلم هل سكن المرتضى غير هذه الدور أم لا؟ عسى أن نوفق لتحقيق ذلك).
وانظر - لزيادة الاطلاع - إلى ما ذكره صاحب روضات الجنات (ص 576) في ترجمة الشريف الرضي.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 107 108 111 112 113 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب السين سعيد بن مسعدة (الأخفش الأوسط) 5
2 سلار بن عبد العزيز الديلمي (أبو يعلى) 6
3 سلمان الفارسي (المحمدي) مفصل ترجمته، وذكر مناقبه 16
4 سهل بن زياد، الخلاف في توثيقه وتضعيفه، واختيار توثيقه وتصحيح روايته، والتدليل على ذلك 21
5 سهل بن حنيف الأنصاري، ممن أنكر على أبي بكر خلافته، وشهد (صفين) مع أمير المؤمنين (ع) ومات بالكوفة 31
6 سيف بن عميرة، الخلاف في توثيقه وتضعيفه بالوقف واختيار توثيقه، ونفي شبهة الوقف عنه، والتدليل على ذلك 36
7 باب الشين شهاب بن عبد ربه الأسدي، ذكر روايات تدل على توثيقه 53
8 باب العين عبادة بن الصامت الأنصاري ذكر لمحة في إطرائه 56
9 عبد العزيز بن نحرير (القاضي بن البراج) إطراؤه وعرض مؤلفاته 60
10 عبد الأعلى بن أعين العجلي. ذكر ما يدل على حسن حاله 63
11 عبد الله بن النجاشي - صاحب الرسالة - إطراؤه توثيقه 65
12 عبد الله بن يحيى الكاهلي، توثيقه وتصحيح حديثه 67
13 عبيد الله بن الحر الجعفي ترجمته، امتناعه عن نصرة الحسين (ع) ذكر ندمه - أخيرا - والحكم عليه بصحة الاعتقاد وسوء العمل 69
14 عثمان بن حنيف الأنصاري من المنكرين على أبي بكر خلافته 74
15 عثمان الأعمى البصري يروي حديثا يدل على وثاقته 79
16 علان - خال الكليني - الخلاف في اسمه واسم أبيه واستظهار أنه علي بن محمد 79
17 علي بن أحمد بن أبي جيد القمي، توثيقه والاعتماد على حديثه 83
18 علي بن الحسين - الشريف المرتضى - استعراض سلسلة آبائه إلى الإمام الكاظم (ع) من طرفي أبيه وأمه، مدح (المعري) له ولأبيه وأخيه الرضي، وبالتالي: ترجمته من قبل عامة المؤرخين والرجاليين - من الفريقين - وعرض لأساتذته وتلامذته ومؤلفاته في عامة الفنون والعلوم 87
19 علي بن حمزة بن بهمن الأسدي، ترجمة له بسيطة 155
20 علي بن حنظلة ذكر حديث يدل على تعديله 157
21 علي بن عيسى بن الفرج الربعي، من أئمة النحاة 159
22 علي بن محمد بن الزبير القرشي، الخلاف في توثيقه وتضعيفه، واختيار توثيقه 159
23 عمار بن موسى الساباطي، الخلاف في توثيقه وتضعيفه بالفطحية، واختيار: أنه فطي المذهب صحيح الرواية 162
24 عمار بن ياسر العنسي من أعاظم الصحابة المعذبين في الاسلام، مناقبه، قصة تيممه مع عمر بن الخطاب 170
25 عمرو بن عثمان (سيبويه) لمحة عن ترجمته 181
26 باب الفاء الفضل بن عبد الملك (البقباق)، الخلاف في توثيقه وتضعيفه باتهامه بعدم قوله بعصمة الإمام (ع) واختيار توثيقه والدفاع عنه 183
27 باب القاف القاسم بن سلام، من المشاهير في الحديث والأدب واللغة والغريب والفقه 190
28 القاسم بن الإمام موسى الكاظم (ع) تعظيمه، نسبه، زيارته، تعيين قبره 191
29 باب الميم مالك بن التيهان الأنصاري، من أعاظم الصحابة وممن شهد لأمير المؤمنين (ع) بحديث الغدير، ومن المنكرين على أبي بكر خلافته استشهد في (صفين) مع الحق 195
30 محمد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي (أبو الفضل الصابوني) ممن أدرك الغيبتين، الخلاف في توثيقه وتضعيفه بالزيدية واستخلاص توثيقه وعرض مؤلفاته الكثيرة 199
31 محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي، إطراؤه وعرض مصنفاته الكثيرة، وذكر اتهامه بالقول بالقياس، والخلاف في الأخذ بكتبه من هذه الجهة، واختيار توثيقه واعتبار كتبه، والاجماع على مدحه والدفاع عن قوله بالقياس والتهم الأخرى 205
32 محمد بن الحسن الشيرواني (ملا ميرزا) ذكر مؤلفاته الكثيرة 225
33 محمد بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)، إحاطته وتصنيفه في عامة العلوم الاسلامية، ذكر مؤلفاته والتعريف بها، ذكر أقوال المؤرخين والرجاليين - من الفريقين - في تعظيمه وتوثيقه، وفاته ومدفنه ومسجده 227
34 محمد بن الحسين بن أبي الفضل القزويني، التعريف به، الخلاف في أن القزويني والكيدري واحد أم اثنان، واستظهار أنه واحد 240
35 محمد بن سنان، الهمداني، من أصحاب الأئمة الأربعة: الكاظم والرضا والجواد والهادي (ع) الخلاف في اسمه، وفي توثيقه وتضعيفه بالكذب والغلو، واستنتاج توثيقه وعلو شأنه، وبرائته من التهم الملصقة به، والجواب عنها - تفصيلا - 249
36 محمد بن شجاع القطان، مدحه وقبول رواياته 278
37 محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار، من رجال (نوادر الحكمة)، التحقيق في أن محمد بن سالم هو محمد بن عبد الحميد - هذا - توثيقه، وتوثيق أبيه، والجواب عن القول بقدحه 280
38 محمد بن عبد الواحد (أبو عمرو الزاهد (غلام ثعلب) من أئمة اللغة 292
39 محمد بن علي... بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق) ثناء الامام - صاحب الأمر (ع) عليه ذكر كتابه (الفقيه) وتفضيله على غيره من كتب الأخبار 292
40 محمد بن علي، (القاضي الكراجكي) لمحة عن كتابه (كنز الفوائد)، عرض لمشائخه وتلامذته، وطرق رواياته 302
41 محمد بن علي (ماجيلويه) القمي شيخ الصدوق مشائخه وتلامذته 308
42 محمد بن محمد بن النعمان (الشيخ المفيد) تلامذته وشيوخه، محاججاته مع العامة، مكاتبات الإمام الحجة (ع) له، تحقيق ولادته ووفاته ومقدار عمره. نسبه 311
43 محمد بن المستنير النحوي المعروف (قطرب) 324
44 محمد بن يعقوب (أبو جعفر الكليني)، الثناء عليه من عامة الرجالين والمؤرخين، والتعريف بكتابه (الكافي) وبقية مصنفاته، الخلاف في زمان وفاته، ومكان قبره 325
45 مسعدة بن صدقة العبدي، من رواة الصادق والكاظم (ع) الخلاف في توثيقه، واتهامه بالبترية والعامية 336
46 معلى بن محمد البصري، الخلاف في تعديله واضطراب مذهبه 339
47 المفضل بن مزيد، ذكر حديثين دالين على تشيعه ومدحه 341
48 المقداد بن عمرو بن ثعلبة (الكندي). من أعاظم الصحابة، والسابقين 342