الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
مسائل في الفقه، أثبتها الشيخ، وهي موجودة عندنا.
وله - قدس سره - مسائل كثيرة متفرقة - في التفسير والحديث والفقه والكلام وأصول الفقه - ما لو جمعت لكانت كتابا كبيرا.
وعدة كتبه - بجمعنا هذا - تنيف على الستين، ولعلها تبلغ الثمانين (1) كما هو المعهود من عدده وإعداده - قدس الله روحه - علي بن حمزة بن بهمن بن فيروز الأسدي، مولاهم الكوفي المعروف بالكسائي. كذا في الطبقات (2). وفي (تاريخ ابن خلكان):
(... أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان بن فيروز الأسدي

(1) وذكر النجاشي في: (رجاله) والخونساري في (روضات الجنات) وجامع فهرست كتب السيد المرتضى، وغيرهم من أرباب المعاجم الرجالية مصنفات أخرى للسيد المرتضى - رحمه الله - لم يذكرها سيدنا في الأصل، فراجعها.
(2) الذي جاء في طبقات القراء لشمس الدين الجزري المتوفى سنة 833 ه‍ (ج 1 ص 535) طبع مصر سنة 1351 ه‍، في اسمه ونسبه: (علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي، مولاهم من أولاد الفرس من سواد العراق السجستاني أبو الحسن الكسائي، الامام الذي انتهت إليه رئاسة الاقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات)، والذي جاء في طبقات النحويين واللغويين لابي بكر الزبيدي المتوفى سنة 379 ه‍، (ص 138) طبع مصر سنة 1373 ه‍: (هو أبو الحسن علي ابن حمزة الكسائي، مولى بني أسد من أهل باحمشا، دخل الكوفة وهو غلام) وباحمشا - كما يقول الحموي في معجم البلدان -: بسكون الميم، قرية بين أوانا والحظيرة، كانت بها وقعة للمطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي أيام الرشيد، والذي جاء في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 ه‍، طبع مصر سنة 1326 ه‍: (علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان الامام، أبو الحسن الكسائي، من ولد بهمن بن فيروز مولى بني أسد، إمام الكوفيين في النحو واللغة) وروى الوزير أبو الحسن القفطي المتوفى سنة 624 في إنباه الرواة (ج 2 ص 257) طبع مصر سنة 1371 ه‍، عن أبي بكر الصولي أنه: (علي بن حمزة ابن عبد الله بن بهمن بن فيروز، مولى بني أسد).
كان الكسائي قد دخل الكوفة وهو غلام، وكان يعلم بها الرشيد ثم الأمين من بعده وكان قد قرأ على حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات المتوفى سنة 156 ه‍ فاقرأ زمانا بقراءة حمزة، ثم اختار لنفسه قراءة فاقرأ الناس بها وقرأ عليه بها خلق كثير ببغداد وبالرقة وغيرهما من البلاد وحفظت عنه، كان قد خرج إلى البصرة فلقي الخليل ابن أحمد وجلس في حلقته، فقال له رجل من الاعراب: تركت أسد الكوفة وتميمها وعندهما الفصاحة وجئت إلى البصرة، فقال للخليل: من أين أخذت علمك هذا؟ فقال: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة، فخرج ورجع وقد أنفذ خمس عشرة قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ، فلم يكن له هم غير البصرة والخليل، فوجد الخليل قد مات، وقد جلس موضعه يونس النحوي فمرت بينهم مسائل أقر له يونس فيها موضعه وصدره.
وجمع الرشيد بينه وبين سيبويه البصري، فخطأه الكسائي وغلاماه - الفراء وعلي بن المبارك - فأمر الرشيد بصرف سيبويه، ووصله بعشرة آلاف درهم، فلم يدخل البصرة، واستحيي مما وقع عليه ومضى إلى (فارس) فمات بها (انظر القصة في طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص 69 طبع مصر سنة 1373 ه‍ في ترجمة سيبويه):
وذكر له الجزري في (طبقات القراء) مصنفات عديدة، واستعرض جماعة ممن أخذ القراءة عنه كالامام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وقال: (ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي) وكان الكسائي شيعيا كما عليه عامة المؤرخين.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست