قلت: وبالجملة، فالرجل عندي صحيح الاعتقاد، سئ العمل، فقد خذل الحسين - عليه السلام - كما سمعت - فقال له ما قال، ثم فعل يوم المختار ما فعل، ثم أخذ يتأسف ويتلهف نعوذ بالله من الخذلان.
والعجب من النجاشي - رحمه الله - كيف يعد هذا الرجل من سلفنا الصالح، ويعتني به، ويصدر كتابه بذكره، مع هذا؟.
وإني لأرجو من حنو الحسين - عليه السلام - وتعطفه عليه، وأمره بالفرار حتى لا يسمع الواعية فيكبه الله على منخريه في النار - أن يكون شفيعه إلى الله يوم القرار. هذا مع ما لحقه من شدة الأسف، والحزن والندم على ما فات منه وسلف، والله أعلم بحقيقة حاله ومآله.
عثمان بن حنيف الأنصاري. أبو عمرو، وأخو سهل (1) عامل أمير المؤمنين - عليه السلام - على البصرة قبل (الجمل) صحابي مشهور،