وكان نحيف الجسم حسن الصورة، يدرس في علوم كثيرة، ويجري على تلامذته رزقا، فكان للشيخ أبى جعفر الطوسي أيام قراءته عليه كل شهر اثنا عشر دينارا، وللقاضي ابن البراج كل شهر ثمانية دنانير وكان قد وقف قرية على كاغذ الفقهاء، وأصاب الناس في بعض السنين قحط شديد فاحتال رجل يهودي على تحصيل قوت يحفظ به نفسه، فحضر - يوما - مجلس المرتضى، وسأله أن يأذن له في أن يقرأ عليه شيئا من علم النجوم فأذن له، وأمر له بجراية تجري عليه كل يوم، فقرأ عليه برهة، ثم أسلم على يديه. وكان - رحمه الله - يلقب ب (الثمانيني) لأنه أحرز من كل شئ ثمانين، حتى أن مدة عمره كانت ثمانين سنة وثمانية أشهر، وتولى نقابة النقباء، وامارة الحاج والمظالم بعد وفاة أخيه الرضي - رحمه الله - وهو منصب والدهما - رحمه الله - وذكر أبو القاسم التنوخي (1) - صاحب
(١٠٥)