الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ١٩٥
باب الميم مالك بن التيهان: بن مالك، أبو الهيثم الأنصاري (1).
(1) ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج 3 ص 447) طبع بيروت سنة 1377 ه، وقال: (اسمه مالك بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، حليف لبني عبد الأشهل، أجمع على ذلك موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وأبو معشر ومحمد بن عمر (يعني الواقدي)، وخالفهم عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وذكر أن أبا الهيثم يعني من أوس أنفسهم، وأنه أبو الهيثم بن التيهان بن مالك بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو - وهو النبيت - ابن مالك بن أوس، وأمه ليلى بنت عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعواء بن جشم بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو - وهو النبيت - ابن مالك بن أوس). وذكر ابن الأثير الجزري في أسد الغابة (ج 4 ص 274) في نسبه غير ذلك، وكذا ابن عبد البر في الاستيعاب في باب الميم، وابن حجر العسقلاني في باب الكنى، فراجعهما.
ثم قال ابن سعد (ص 448) من الطبقات: (قال محمد بن عمر (أي الواقدي) وكان أبو الهيثم يكره الأصنام في الجاهلية ويؤفف بها، ويقول بالتوحيد هو وأسعد بن زرارة، وكانا من أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل في الثمانية النفر الذين آمنوا برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بمكة من الأنصار فأسلموا قبل قومهم. ويجعل أبو الهيثم أيضا في الستة النفر الذين يروى: أنهم أول من لقي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الأنصار بمكة فأسلموا قبل قومهم وقدموا المدينة بذلك، وأفشوا بها الاسلام. قال محمد بن عمر (يعني الواقدي): وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا. أنهم أول من لقي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الأنصار فدعاهم إلى الاسلام فأسلموا. وقد شهد أبو الهيثم العقبة مع السبعين من الأنصار، وهو أحد النقباء الاثني عشر. أجمعوا على ذلك كلهم. وآخى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بين أبي الهيثم بن التيهان وعثمان بن مظعون. وشهد أبو الهيثم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى خيبر خارصا، فخرص عليهم التمرة وذلك بعد ما قتلعبد الله بن رواحة بمؤتة... فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بعثه أبو بكر فأبى، فقال: قد خرصت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إني كنت إذا خرصت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرجعت دعا الله لي، قال فتركه).
وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين - الذي هو من الأصول القديمة المعتمدة - (قال: أقبل أبو الهيثم بن التيهان - وكان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - بدريا تقيا عفيفا - يسوي صفوف أهل العراق ويقول: يا معشر أهل العراق إنه ليس بينكم وبين الفتح في العاجل، والجنة في الآجل إلا ساعة من النهار، فأرسوا أقدامكم، وسووا صفوفكم، وأعيروا ربكم جماجمكم، واستعينوا بالله إلهكم وجاهدوا عدو الله وعدوكم، واقتلوهم قتلهم الله وأبادهم، واصبروا فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).