الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ١٨١
عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب بسيبويه (1) مولى بني الحارث بن كعب. وقيل: مولى الربيع بن زياد الحارثي
(١) عمرو بن عثمان بن قنبر، إمام البصريين (سيبويه) أبو بشر، ويقال:
أبو الحسن، مولى بني الحارث بن كعب، ثم مولى آل الربيع بن زياد الحارثي، ولقب (سيبويه) ومعناه رائحة التفاح، فقيل: كانت أمه ترقصه بذلك في صغره وقيل: كان من يلقاه لا يزال يشم منه رائحة الطيب فسمي بذلك، وقيل: كان يعتاد شم التفاح، وقيل: لقب بذلك للطافته لان التفاح من أطيب الفواكه. كان أصله من (البيضاء) من أرض فارس، ونشأ بالبصرة، وأخذ عن الخليل، ويونس وأبي الخطاب الأخفش، وعيسى بن عمر، وقال أبو عبيدة: قيل ليونس بعد موت سيبويه: إن سيبويه صنف كتابا في الف ورقة من علم الخليل، فقال: ومتى سمع سيبويه هذا كله من الخليل؟ جيئوني بكتابه فلما رآه قال: يجب أن يكون صدق فيما حكاه عن الخليل كما صدق فيما حكاه عني، وقال الأزهري: كان سيبويه علامة حسن التصنيف جالس الخليل وأخذ عنه، وما علمت أحدا سمع منه كتابه لأنه احتضر شابا، ونظرت في كتابه فرأيت فيه علما جما، وكان المبرد يقول لمن أراد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه: هل ركبت البحر؟ تعظيما واستصعابا لما فيه، وقال بعضهم: كنت عند الخليل فأقبل سيبويه، فقال: مرحبا بزائر لا يمل، قال وما سمعت الخليل يقولها لغيره، وكان شابا لطيفا جميلا، وكان في لسانه حبسة، وقلمه أبلغ من لسانه، وقال الجرمي: في كتابه سيبويه الف وخمسون بيتا سألته عنها فعرف ألفا ولم يعرف خمسين، وقال الزمخشري فيه:
ألا صلى الاله صلاةصدق * على عمرو بن عثمان بن قنبر فان كتابه لم يغن عنه * بنو قلم ولا أبناء منبر ورد سيبويه بغداد على يحيى البرمكي فجمع بينه وبين الكسائي للمناظرة وهي المعروفة بالمناظرة (الزنبورية) تجدها في بغية الوعاة للسيوطي مفصلة، وبعد ما أفحم في المناظرة لأنهم جعلوا للعرب جعلا على أن يوافقوا الكسائي في قوله، خرج إلى فارس، ولم تطل مدة سيبويه بعد ذلك، ومات بالبيضاء، وقيل بشيراز، وقيل:
مات غما بالذرب سنة ١٨٠ ه، قال الخطيب البغدادي: وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وقيل: نيف على الأربعين، وقيل: مات بالبصرة سنة ١٦١ ه، وقيل: سنة ١٨٨ ه، وقال ابن الجوزي مات بساوة سنة ١٩٤ ه، وكانت ولادته سنة ١٤٨ ه وكتابه المعروف بكتاب سيبويه، طبع طبعات عديدة وهو معروف متداول يدرس حتى الآن، ولم يصنع قبله ولا بعده كتاب في النحو مثله بالاتفاق.
راجع في ترجمته: بغية الوعاة للسيوطي، وسير النبلاء للذهبي، والفهرستلابن النديم ووفيات الأعيان لابن خلكان، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي، والبداية والنهاية لابن كثير، وأخبار النحويين والبصريين للقفطي، وإنباه الرواة للزبيدي، وشد الازار للشيرازي، ونزهة الألباء للأنباري، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي، ونفح الطيب للمقري، ومرآة الجنان لليافعي، وكشف الظنون لحاج خليفة، ومفتاح السعادة لطاش كبري، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وروضات الجنات للخوانساري، وغيرها من المعاجم الرجالية. وكتبت رسائل في حياته، مطبوعة ومخطوطة.