الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ٦٥
عبد الله ابن النجاشي. في الاختصاص: (يعقوب بن يزيد عن محمد ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سفيان بن السمط، عن عبد الله ابن النجاشي، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: قال فينا والله من ينقر في أذنه وينكت في قلبه وتصافحه الملائكة، قلت: كان أو اليوم؟ قال: بل اليوم، فقلت: كان أو اليوم؟ قال: بل اليوم والله يا بن النجاشي، حتى قالها ثلاثا) (1).

(١) راجع الحديث في (كتاب الاختصاص) للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ص ٢٨٦) طبع طهران سنة ١٣٧٩ ه‍، وروى الحديث أيضا بالسند المذكور الصفار في بصائر الدرجات (ج ٧ - الباب الثالث فيما يفعل بالامام من النكت والقذف والنقر في قلوبهم وآذانهم) ورواه عنهما المجلسي في البحار.
وابن النجاشي - هذا - هو عبد الله بن غنيم بن سمعان الأسدي النصري، يكنى: أبا بجير، وهو يروي عن أبي عبد الله - عليه السلام - رسالة منه إليه، وقد ولي الأهواز من قبل المنصور، وهو الجد السابع لأحمد بن علي النجاشي صاحب كتاب الرجال كما ذكره - هو - في كتاب رجاله في ترجمة نفسه (ص ٧٩) وترجم له (ص ١٥٧) قائلا: (عبد الله ابن النجاشي بن عثيم بن سمعان، أبو بجير الأسدي النصري، يروي عن أبي عبد الله - عليه السلام - رسالة منه إليه، وقد ولي الأهواز من قبل المنصور).
وفي هذه الرسالة يسأل الامام - عليه السلام - عن كيفية العمل والسيرة مع الرعية والنجاة من الله تعالى. ويظهر من كلامه في السؤال أنه ملجأ في ولاية الأهواز فأجابه الامام - عليه السلام - بجواب طويل، وفي آخر الرسالة: إن عبد الله لما نظر إليها قال: هذا هو الحق، وفي آخرها ما يدل على مدحه، وهذه الرسالة تعرف برسالة عبد الله النجاشي، ولم ير من الصادق - عليه السلام - غير هذه الرسالة، وقد أدرجها الشهيد الثاني - رحمه الله - في كتابه (كشف الريبة في احكام الغيبة) المطبوع بإيران سنة 1319 ه‍.
وقد أورده العلامة في الخلاصة (ص 108) طبع النجف الأشرف في القسم الأول منها، وكذلك ابن داود في (رجاله: ص 214) طبع إيران، وروى الكشي في (رجاله ص 291) طبع النجف الأشرف رواية بسنده إلى عمار السجستاني قال: زاملت أبا بجير عبد الله ابن النجاشي من سجستان إلى مكة وكان يرى رأي الزيدية، فلما صرنا إلى المدينة مضيت أنا إلى أبي عبد الله - عليه السلام - ومضى هو إلى عبد الله بن الحسن، فلما انصرف رأيته منكسرا يتقلب على فراشه ويتأوه قلت: ما لك أبا بجير؟ فقال: إستأذن لي على صاحبك إذا أصبحت إن شاء الله فلما أصبحنا دخلت على أبي عبد الله - عليه السلام - فقلت: هذا عبد الله ابن النجاشي سألني أن استأذن له عليك وهو يرى رأي الزيدية، فقال: إئذن له، فلما دخل عليه قربه أبو عبد الله - عليه السلام - فقال له أبو بجير: جعلت فداك إني لم أزل مقرا بفضلكم أرى الحق فيكم لا لغيركم، وإني قتلت ثلاثة عشر رجلا من الخوارج كلهم سمعتهم يتبرأ من علي بن أبي طالب - عليه السلام -).
ثم إن الإمام الصادق - عليه السلام - ذكر له حكم مسألة قتل هؤلاء الخوارج وما يجب عليه، وفي آخر الرواية يقول عمار السجستاني: (فلما خرجنا من عنده - عليه السلام - قال لي أبو بجير: يا عمار أشهد أن هذا عالم آل محمد وأن الذي كنت عليه باطل، وأن هذا صاحب الامر).
وهذه الرواية تتضمن رجوعه عن الزيدية وقوله بامامة الصادق - عليه السلام - كما أن الرواية التي رواها الشيخ الطوسي في كتاب المكاسب من التهذيب في اخبار الولاية (ج 6 ص 333) طبع النجف الأشرف سنة 1380 ه‍ ورواها الكليني في الكافي - كتاب الايمان والكفر، باب إدخال السرور على المؤمنين (ج 2 ص 190) طبع طهران سنة 1381 ه‍، وفي آخرها: (فقال الرجل: يا بن رسول الله كأنه (أي عبد الله ابن النجاشي) قد سرك ما فعل بي؟ فقال إي والله لقد سر الله ورسوله)).
هذه الرواية وأمثالها صريحة في أن ابن النجاشي - هذا - من الحسان المعتمدين عند الإمام الصادق - عليه السلام -، وتورث الوثوق بخبره، ومن الغريب وصف المجلسي الثاني له بالضعف في (الوجيزة: ص 175) وتبعه الشيخ عبد النبي الجزائري في (الحاوي) وعده في الضعفاء.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب السين سعيد بن مسعدة (الأخفش الأوسط) 5
2 سلار بن عبد العزيز الديلمي (أبو يعلى) 6
3 سلمان الفارسي (المحمدي) مفصل ترجمته، وذكر مناقبه 16
4 سهل بن زياد، الخلاف في توثيقه وتضعيفه، واختيار توثيقه وتصحيح روايته، والتدليل على ذلك 21
5 سهل بن حنيف الأنصاري، ممن أنكر على أبي بكر خلافته، وشهد (صفين) مع أمير المؤمنين (ع) ومات بالكوفة 31
6 سيف بن عميرة، الخلاف في توثيقه وتضعيفه بالوقف واختيار توثيقه، ونفي شبهة الوقف عنه، والتدليل على ذلك 36
7 باب الشين شهاب بن عبد ربه الأسدي، ذكر روايات تدل على توثيقه 53
8 باب العين عبادة بن الصامت الأنصاري ذكر لمحة في إطرائه 56
9 عبد العزيز بن نحرير (القاضي بن البراج) إطراؤه وعرض مؤلفاته 60
10 عبد الأعلى بن أعين العجلي. ذكر ما يدل على حسن حاله 63
11 عبد الله بن النجاشي - صاحب الرسالة - إطراؤه توثيقه 65
12 عبد الله بن يحيى الكاهلي، توثيقه وتصحيح حديثه 67
13 عبيد الله بن الحر الجعفي ترجمته، امتناعه عن نصرة الحسين (ع) ذكر ندمه - أخيرا - والحكم عليه بصحة الاعتقاد وسوء العمل 69
14 عثمان بن حنيف الأنصاري من المنكرين على أبي بكر خلافته 74
15 عثمان الأعمى البصري يروي حديثا يدل على وثاقته 79
16 علان - خال الكليني - الخلاف في اسمه واسم أبيه واستظهار أنه علي بن محمد 79
17 علي بن أحمد بن أبي جيد القمي، توثيقه والاعتماد على حديثه 83
18 علي بن الحسين - الشريف المرتضى - استعراض سلسلة آبائه إلى الإمام الكاظم (ع) من طرفي أبيه وأمه، مدح (المعري) له ولأبيه وأخيه الرضي، وبالتالي: ترجمته من قبل عامة المؤرخين والرجاليين - من الفريقين - وعرض لأساتذته وتلامذته ومؤلفاته في عامة الفنون والعلوم 87
19 علي بن حمزة بن بهمن الأسدي، ترجمة له بسيطة 155
20 علي بن حنظلة ذكر حديث يدل على تعديله 157
21 علي بن عيسى بن الفرج الربعي، من أئمة النحاة 159
22 علي بن محمد بن الزبير القرشي، الخلاف في توثيقه وتضعيفه، واختيار توثيقه 159
23 عمار بن موسى الساباطي، الخلاف في توثيقه وتضعيفه بالفطحية، واختيار: أنه فطي المذهب صحيح الرواية 162
24 عمار بن ياسر العنسي من أعاظم الصحابة المعذبين في الاسلام، مناقبه، قصة تيممه مع عمر بن الخطاب 170
25 عمرو بن عثمان (سيبويه) لمحة عن ترجمته 181
26 باب الفاء الفضل بن عبد الملك (البقباق)، الخلاف في توثيقه وتضعيفه باتهامه بعدم قوله بعصمة الإمام (ع) واختيار توثيقه والدفاع عنه 183
27 باب القاف القاسم بن سلام، من المشاهير في الحديث والأدب واللغة والغريب والفقه 190
28 القاسم بن الإمام موسى الكاظم (ع) تعظيمه، نسبه، زيارته، تعيين قبره 191
29 باب الميم مالك بن التيهان الأنصاري، من أعاظم الصحابة وممن شهد لأمير المؤمنين (ع) بحديث الغدير، ومن المنكرين على أبي بكر خلافته استشهد في (صفين) مع الحق 195
30 محمد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي (أبو الفضل الصابوني) ممن أدرك الغيبتين، الخلاف في توثيقه وتضعيفه بالزيدية واستخلاص توثيقه وعرض مؤلفاته الكثيرة 199
31 محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي، إطراؤه وعرض مصنفاته الكثيرة، وذكر اتهامه بالقول بالقياس، والخلاف في الأخذ بكتبه من هذه الجهة، واختيار توثيقه واعتبار كتبه، والاجماع على مدحه والدفاع عن قوله بالقياس والتهم الأخرى 205
32 محمد بن الحسن الشيرواني (ملا ميرزا) ذكر مؤلفاته الكثيرة 225
33 محمد بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)، إحاطته وتصنيفه في عامة العلوم الاسلامية، ذكر مؤلفاته والتعريف بها، ذكر أقوال المؤرخين والرجاليين - من الفريقين - في تعظيمه وتوثيقه، وفاته ومدفنه ومسجده 227
34 محمد بن الحسين بن أبي الفضل القزويني، التعريف به، الخلاف في أن القزويني والكيدري واحد أم اثنان، واستظهار أنه واحد 240
35 محمد بن سنان، الهمداني، من أصحاب الأئمة الأربعة: الكاظم والرضا والجواد والهادي (ع) الخلاف في اسمه، وفي توثيقه وتضعيفه بالكذب والغلو، واستنتاج توثيقه وعلو شأنه، وبرائته من التهم الملصقة به، والجواب عنها - تفصيلا - 249
36 محمد بن شجاع القطان، مدحه وقبول رواياته 278
37 محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار، من رجال (نوادر الحكمة)، التحقيق في أن محمد بن سالم هو محمد بن عبد الحميد - هذا - توثيقه، وتوثيق أبيه، والجواب عن القول بقدحه 280
38 محمد بن عبد الواحد (أبو عمرو الزاهد (غلام ثعلب) من أئمة اللغة 292
39 محمد بن علي... بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق) ثناء الامام - صاحب الأمر (ع) عليه ذكر كتابه (الفقيه) وتفضيله على غيره من كتب الأخبار 292
40 محمد بن علي، (القاضي الكراجكي) لمحة عن كتابه (كنز الفوائد)، عرض لمشائخه وتلامذته، وطرق رواياته 302
41 محمد بن علي (ماجيلويه) القمي شيخ الصدوق مشائخه وتلامذته 308
42 محمد بن محمد بن النعمان (الشيخ المفيد) تلامذته وشيوخه، محاججاته مع العامة، مكاتبات الإمام الحجة (ع) له، تحقيق ولادته ووفاته ومقدار عمره. نسبه 311
43 محمد بن المستنير النحوي المعروف (قطرب) 324
44 محمد بن يعقوب (أبو جعفر الكليني)، الثناء عليه من عامة الرجالين والمؤرخين، والتعريف بكتابه (الكافي) وبقية مصنفاته، الخلاف في زمان وفاته، ومكان قبره 325
45 مسعدة بن صدقة العبدي، من رواة الصادق والكاظم (ع) الخلاف في توثيقه، واتهامه بالبترية والعامية 336
46 معلى بن محمد البصري، الخلاف في تعديله واضطراب مذهبه 339
47 المفضل بن مزيد، ذكر حديثين دالين على تشيعه ومدحه 341
48 المقداد بن عمرو بن ثعلبة (الكندي). من أعاظم الصحابة، والسابقين 342