الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ٣١
سهل بن حنيف الأنصاري (1)
(١) سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحرب بن مجدعة بن عمرو بن حبيش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي يكنى: أبا سعد، ويقال: أبو سعيا، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو الوليد المدني، ترجم له ابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب: ج ٤ ص ٢٥١) طبع حيدر آباد دكن، وقال: (روى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وعن زيد بن ثابت، وعنه ابناه أبو أمامة أسعد، وعبد الله (ويقال عبد الرحمن) وأبو وائل، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعبيد بن السباق، ويسير بن عمرو، والرباب - - جدة عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وغيرهم) ومثله ما ذكره في (الإصابة ج ٢ ص ٨٧) طبع مصر سنة ١٣٢٨ ه.
وترجم له أيضا ابن عبد البر في (الاستيعاب: ج ٢ ص ٩٢) طبع مصر بهامش الإصابة سنة ١٣٢٨ ه، وقال: (شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وثبت يوم أحد، وكان بايعه يومئذ على الموت، فثبت معه حين انكشف الناس عنه وجعل ينصح يومئذ بالنبل عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نبلوا سهلا فإنه سهل، ثم صحب عليا - رضي الله عنه - من حين بويع له وإياه استخلف علي حين خرج من المدينة إلى البصرة، ثم شهد مع علي - رضي الله عنه - صفين، وولاه على (فارس) فأخرجه أهل فارس، فوجه علي زيادا فأرضوه وصالحوه وأدوا الخراج، ومات سهل بن حنيفبالكوفة سنة ٣٨ ه، وصلى عليه علي وكبر ستا، روى عنه ابنه وجماعة معه).
وترجم له أيضا الجزري في (أسد الغابة ج ٢ ص ٣٦٤) طبع المطبعة الاسلامية بطهران، وعده البرقي في كتاب رجاله (ص ٣) طبع طهران سنة ١٣٤٢ ه، هو مع أخيه (عثمان) من شرطة الخميس من أصحاب الإمام أمير المؤمنين - عليه السلام - وكانوا ستة آلاف رجل، قال البرقي: (... وقال علي بن الحكم: أصحاب أمير المؤمنين الذين قال لهم: تشرطوا إنما أشارطكم على الجنة ولست أشارطكم على على ذهب ولا فضة، إن نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لأصحابه فيما مضى:
تشرطوا فانى لست أشارطكم إلا على الجنة، وقال أمير المؤمنين - عليه السلام - لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل: إبشر يا بن يحيى فإنك وأباك من شرطة الخميس حقا، لقد أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس والله سماكم في السماء شرطة الخميس على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)...).
وقيل: (انما سموا بشرطة الخميس لأنهم يشترطون على الامام كما روي عن الأصبغ بن نباتة أنه قال: ضمنا له - أي لأمير المؤمنين - عليه السلام - الذبح وضمن لنا الفتح) قال ابن الأثير الجزري في (نهاية الحديث: ج ١ ص ٣٢١) بمادة (خمس) (... الخميس الجيش، سمي به لأنه مقسوم بخمسة أقسام: المقدمة، والساقة، والميمنة والميسرة، والقلب وقيل: لأنه تخمس فيه الغنائم...).
وترجم لسهل بن حنيف أيضا ابن سعد في (الطبقات الكبرى: ج ٣ ص ٤٧١) طبع بيروت سنة 1377 ه، فإنه - بعد أن ذكر نسبه وأولاده وزوجاته، قال:
(ولسهل بن حنيف اليوم عقب بالمدينة وبغداد) ثم قال: (قالوا: وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سهل بن حنيفوعلي بن أبي طالب. وشهد سهل:
بدرا واحدا، وثبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد حين انكشف الناس وبايعه على الموت، وجعل ينضح يومئذ بالنبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نبلوا سهلا فإنه سهل، وشهد سهل أيضا الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... وقد شهد سهل ابن حنيف صفين مع علي بن أبي طالب، رحمه الله).
قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - (نبلوا سهلا) يقال نبلت الرجل بالتشديد، وأنبلته بالهمزة: إذا ناولته النبل ليرمي به.
لا يخفى أن ما ذكره ابن سعد ومثله الجزري في أسد الغابة من أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - آخى بين سهل بن حنيف وبين علي بن أبي طالب - عليه السلام - لا أصل له، فان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يؤاخ بين علي - عليه السلام - وبين أحد غير نفسه، فإنه لما آخى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بين أصحابه إلا عليا - عليه السلام - قال له: (آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد فقال له - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما تركتك لنفسي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ فأنت آخي في الدنيا والآخرة) ذكر ذلك الاثبات، منهم أحمد بن حنبل في مسنده في قوله تعالى: (إخوانا على سرر متقابلين) والفقيه أبو الحسن علي بن المغازلي الشافعي الواسطي، والترمذي، وغيرهم كثير، وفي ذلك يقول صفي الدين الحلي - رحمه الله - في مدحه - عليه السلام - من قصيدة:
لو رأى مثلك النبي لآخا * ه وإلا فأخطأ الانتقاد وروى ابن سعد أيضا (ص 472) أنه قال: (أخبرنا محمد بن عمر (يعني الواقدي) قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال: ماتسهل بن حنيفبالكوفة سنة ثمان وثلاثين وصلى عليه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -).
وروى أيضا بسند آخر عن عبد الله بن معقل قال: (صليت مع علي على سهل بن حنيف فكبر عليه ستا).
وروى أيضا بسند آخر عن حنش بن المعتمر، قال: (لما توفي سهل بن حنيف اتي به علي في (الرحبة) فكبر عليه ست تكبيرات، فكان بعض القوم أنكر ذلك فقيل: إنه بدري، فلما انتهى إلى الجبانة لحقنا قرظة بن كعب في نفر من أصحابه، فقال: يا أمير المؤمنين لم نشهد الصلاة عليه فقال:
صلوا عليه فصلوا عليه، وكان إمامهم قرظة).
وروى بسند آخر (ص 473) عن أبي خباب الكلبي (قال: سمعت عمير ابن سعيد يقول: صلى علي على سهل بن حنيف فكبر عليه خمسا، فقالوا ما هذا التكبير؟ فقال: هذا سهل بن حنيف من أهل بدر. ولأهل بدر فضل على غيرهم فأردت أن أعلمكم فضلهم).
وقد روى الكشي في رجاله (ص 38 - ص 39) طبع النجف الأشرف روايات عديدة في سهل - هذا - وكيفية الصلاة عليه، فراجعها.
وذكره الشيخ الطوسي في (رجاله) تارة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - (ص 20، برقم 4) وأخرى من أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - (ص 43، برقم 3) قائلا: (سهل بن حنيف أنصاري عربي، وكان واليه - عليه السلام - على المدينة، يكنى أبا محمد).
وذكره أيضا السيد علي خان في (الدرجات الرفيعة: ص 388) طبع النجف الأشرف سنة 1381 ه، وحكى فيه حكايات عن الواقدي، وابن هشام في سيرته، والفضل بن شاذان، والبرقي، والكشي، وأبي مخنف، ثم قال:
(توفي سهل بالكوفة بعد مرجعه من صفين مع أمير المؤمنين - عليه السلام - سنة 38 ه فوجد عليه أمير المؤمنين - عليه السلام - وجدا كثيرا، قال: لو أحبني جبل لتهافت قال السيد الرضي - رحمه الله - ومعنى ذلك: أن المحبة تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه، ولا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار المصطفين الأخيار).