عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٩٣
[الذي يدل على ما يدل عليه، حتى يصح أن يولد نظره العلم.
ولاجل ذلك نقول: ان من لا يعلم صحة الفعل من زيد لا يعلمه قادرا، ومن لا يعلم وقوع الفعل محكما منه، لا يمكنه أن يستدل على كونه عالما، لما لم يكن عالما بالجهة التي لكونه عليها يدل،
____________________
{1} قوله (حتى يصح) انما قال ذلك لأنه ليس شرطا للنظر مطلقا، بل للنظر الذي يتأدى إلى المقصود، كما يصرح به في قوله: (وهذه العلوم التي).
{2} قوله (من لا يعلم صحة الفعل) ظاهره نظرا إلى قوله (لما لم يكن عالما بالجهة التي لكونه عليها يدل) ان هذا أيضا كالذي بعده من عدم العلم بوقوع الفعل محكما، مثال للعلم بالدليل مع عدم العلم بجهة دلالته، بناء على أن يكون الدليل على قدرته، فعله وصحته من جهة دلالته، فما لم نعلم الصحة لم يمكن الاستدلال بفعله على قدرته وقس عليه الأمثلة الباقية وهذا مناف بظاهره لما مر من قوله (وانما قلنا انه أولى لان الذي يدل على كونه قادرا صحة الفعل عنه على وجه دون وقوعه).
ووجه التوفيق ما مر من أن الأولى جعل الصحة دليلا، وان أمكن جعل أصل الفعل دليلا والصحة من وجه الدلالة ان قلت: المراد بصحة الفعل كون الفعل تابعا للدواعي، أي ان شاء فعل، وان لم يشأ لم يفعل.
ويقابله التعذر، وقد استدل القوم على قدرة الله تعالى بما ليس نفس صحة الفعل بهذا المعنى، ولا موقوفا علمه على العلم بها، بل الامر بالعكس، كحدوث معلومه الأول زمانا عند بعض، وكحدوث شئ ما من الحوادث اليومية، بانضمام
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367