عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٢٣

____________________
لا أدري ممن هو فقيه بالاجماع.
نقل ان مالكا (1) سئل عن أربعين مسألة فقال في ست وثلاثين منها لا أدري.
والجواب انا نختار ان المراد البعض، قولكم لا يطرد لدخول المقلد فيه ممنوع. إذ المراد بالأدلة الامارات، ولا يعلم شيئا من الاحكام كذلك الا مجتهد يجزم بوجوب العمل بموجب ظنه.
وأما المقلد فإنما يظنه ظنا ولا يفضي به إلى علم، لعدم وجوب العمل بالظن عليه اجماعا.
أو نختار أن المراد الكل، قولكم لا ينعكس لثبوت لا أدري. قلنا: ممنوع ولا يضر ثبوت لا أدري. إذ المراد بالعلم التهيؤ له، وهو أن يكون عنده ما يكفيه في استعلامه، بأن يرجع إليه فيحكم. وعدم العلم في الحالة الراهنة، لا ينافيه لجواز أن يكون ذلك لتعارض الأدلة، أو لعدم التمكن من الاجتهاد في الحال، لاستدعائه زمانا (انتهى) (2).
وفيه أنه غفلة عما ذكرنا من المراد، وفيه أيضا ان الأولى ان يبدل (أو) من قوله (هنا أو لعدم التمكن). وفي نظيره في بحث تجزي الاجتهاد ب‍ (الواو) وليكون المجموع سندا واحدا، ويوافق المتن ثمة، فان ظاهر (أو) ان المتوقف عند تعارض الأدلة في مسألة، داخل في الفقيه باعتبارها.
فيلزم أن لا يكون كل فقيه في مسألة مجتهدا فيها، إذ لا ظن له حينئذ فيها أصلا، سواء حصل له العلم بالتنجيز، أم لا. مع انه وموافقيه أخرجوا الاحكام

(1) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث. أبو عبد الله الأصبحي، الحميري، المدني، امام المذهب. مات سنة (179 ه‍). طبقات الفقهاء: 42.
(2) شرح العضدي: 4.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 21 22 23 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367