عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٨
[الشريعة كلها مبنية عليه {1} ولا يتم العلم بشئ منها من دون إحكام أصولها، ومن لم يحكم أصولها {2} فإنما يكون حاكيا]
____________________
{1} قوله (لان الشريعة كلها مبنية عليه الخ). إشارة إلى دليل على وجوب شدة الاهتمام بعلم أصول الفقه، ليتبين له فائدته والحاجة إليه.
وتحرير الدليل: ان علم المكلف بجواز كل ما يصدر عنه، جوازا شرعيا وأصليا بالفعل انما هو بعلمه بجميع الواجبات الشرعية، الواصلية بالفعل، و تميزها عما عداها. وعلمه بجميع المحظورات الشرعية الواصلية بالفعل و تميزها عما عداها. وهما موقوفان على العلم بقواعد كلية غير معلومة، الا بشدة الاهتمام بها.
إذ ليس هذان العلمان ضروريين، لا منحصرا معلوماتهما في جزئيات متناهية. وهذه القواعد، مسماة بأصول الفقه، فيجب العلم بها وجوبا شرعيا، وأصليا، وواقعيا.
فالمارد ب‍ (الشرعية) في كلام المصنف، الاحكام الشرعية الواصلية.
والمراد ب‍ (كلها) جميع أقسامها، وجزئياتها، وانما جعله العلة مع ان العلة بناء الوجوب والحظر، وتمييز كل منهما عما عداه عليه. لان العلم بهما مع التمييز، لا يمكن عادة بدون العلم بالباقي.
فمبناهما مبني للجميع. ثم الايجاب الكلي هنا مبني على الغالب، لان بعض الواجبات والمحظورات معلوم قبل العلم بأصول الفقه. اما بعلم الكلام أو بغيره كما يظهر من بيان الحاجة.
{2} والمراد ب‍ (احكام أصولها) بكسر الهمزة. العلم بالأصول. فان احكام الشئ في الأصل، اتقانه ومنعه عن احتمال تطرق الفساد. والضمير في أصولها ل‍ (الشريعة).
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 14 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367