عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٢١

____________________
ويقال: لمن علم مسألة من الفقه، فقيه. كما يظهر من اطلاقات الفقيه في أحاديث الأئمة عليهم السلام.
وقد يطلق الفقه، على العلم بالمسائل، كساير أسماء العلوم المدونة. وهو بعيد في لفظ أصول الفقه، إذ الدليل انما يضاف غالبا إلى المعلوم، لا العلم.
ولذا قال المصنف: (ما لا يتم العلم بالفقه) دون ما لا يتم علم الفقه.
واشتقاق الفقيه حينئذ باعتبار القيام، ويكفي قيام العلم بالبعض في كونه فقيها مطلقا. وفقيها فيه كما مر آنفا. لا يقال طريق الفقه في الغالب ظواهر القرآن، أو أخبار الآحاد، أو نحو ذلك. وهي لا تفيد العلم بالحكم، فكيف يجعل الفقه معلوما، أو علما؟ لأنا نقول: هذا خلط بين الحكم الواصلي و الواقعي.
ومرادنا بالحكم في حد الفقه، أعم من الواصلي والواقعي. والعلم بالحكم الواصلي يحصل من ظواهر القرآن ونحوها، ولا ينافي ذلك عدم العلم بالحكم الواقعي، ولا عدم الظن به أيضا.
واعلم ان مذهب المصنف، ان العامي المستفتي في مسألة، لا يصير فقيها فيها، ولا عالما بها بقول المفتي. وسنبين حقيقة الحال عند قول المصنف (و نبين أيضا ما عندنا الخ).
وقيل: الفقه العلم بالاحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية بالاستدلال وأورد ان كان المراد البعض، لم يطرد لدخول المقلد. وان كان الجميع لم ينعكس، لثبوت لا أدري.
وأجيب بالبعض ويطرد، لان المراد بالأدلة الامارات. وبالجميع وينعكس لان المراد تهيوئه للعلم بالجميع (انتهى) (1).

(1) شرح العضدي: 3 و 4.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 16 17 18 19 21 22 23 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367