عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٦

____________________
قال: صاحب الفوائد المدنية رحمه الله تعالى (1): وأقول بعد نطق كثيرة من الآيات الشريفة بالمنع عن العمل بالظن في نفس الاحكام الإلهية، لو ظهر نص من النبي صلى الله عليه وآله مخصص لتلك الآيات بالأصول، لتواتر الينا، بل إلى انقراض أهل الدنيا لتوفر الدواعي على أخذ مثل ذلك، وعلى ضبطه ونشره و لم يظهر باتفاق المتخاصمين، فعلم انتفائه في الواقع (انتهى).
ويمكن أيضا دفع ما بعد التنزل بان قول القائل: ولولاه لوجب العمل بالدلائل المانعة من اتباع الظن، محتاج إليه في الاعتراض لأنه لدفع أن يتوهم انه لا حاجة في التمسك بالظاهر إلى الاجماع، لأنه مركوز في العقول انه يجوز عقلا، الحكم بأي شئ كان بسبب ما يفيد الظن به. كما هو المتعارف في المخاطبات. كقولنا زيد حي في بلد كذا، ونحو ذلك، ما لم يدل دليل يساويه.
أو يكون أقوى على المنع منه نظهر ما قالوا: من أن الأصل في بعض الأشياء الإباحة، ما لم يرد شرع على المنع منه.
فنقول: نختار الشق الثاني، ونقول: قولكم ولم يثبت بعد جواز التمسك بالظاهر، باطل لأنه وان لم يثبت شرعا، لكنه ثابت عقلا. والمقصود بالعمل بالدلائل المانعة، ترك الحكم بالظن، لا الحكم بحظر الحكم بالظن، حتى يتوجه أن هذه الدلائل ضعيفة، لأنها قد عارضها استلزامها للنقيض.
لكن يرد على القائل. حينئذ ان هذه الدلائل قطعية كما سننبه عند قول المصنف (وأما القياس والاجتهاد. إلى آخره).

(١) الفوائد المدنية في الرد على القائل بالاجتهاد والتقليد في الاحكام الإلهية للمولى المحدث، محمد أمين بن محمد شريف الأسترآبادي الاخباري المتوفى بمكة في سنة (١٠٣٣ ه‍.) وقيل: سنة (١٠٣٠). الذريعة ١٦: ٣٥٨.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 14 16 17 18 19 21 22 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367