عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٤

____________________
قال المحقق الحلي (1) في رسالته في أصول الفقه (2) في بحث خبر الواحد، في نظير هذا المقام: " لا يقال: لولا الاجماع لقلنا به لأنا نقول: حيث منع الاجماع من اطراد هذه الحجة دل على بطلانها لان الدليل العقلي لا يختلف بحسب مظانة (3) (انتهى).
وذكر مثل ذلك في بحث القياس أيضا. والا فلم يثبت بعد جواز التمسك بالظاهر، وان عدتم عدنا.
وفيه انه خلط للحكم الواصلي بالواقعي، لأنه يجوز في البرهان العقلي على الحكم الواصلي، اخراج بعض موارده، بل كلها عن كونه موردا له ببرهان آخر، بخلاف البرهان على الحكم الواقعي، وما نحن فيه من الأول.
وثانيا: لا نسلم كون الدلائل المانعة من اتباع الظن من أقوى الظواهر في المنع من العمل بالظاهر والذي مر قبل التنزل منع أصل الظهور.
وثالثا: لو سلم فلا نسلم أنه يستلزم صدق الشرطية الأولى، لان المتنازع فيه ظاهر، لم يعارضه ما يساويه، أو ما يكون أقوى منه. وهذه الدلائل قد عارضها استلزامها للنقيض، لا يقال: لازمها أعم من النقيض فلتخصص بما عدا النقيض ويكفي فيما نحن فيه.

(١) الشيخ الاجل الأعظم، شيخ الفقهاء والمحققين، أبو القاسم، نجم الدين، جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي. قال تلميذه ابن داود في وصفه: المحقق المدقق الامام العلامة، واحد عصره، كان ألسن أهل زمانه وأقولهم بالحجة، وأسرعهم استحضارا.
كان مولده الشريف سنة اثنين وستمائة، وتوفى رحمه الله تعالى في صبيحة يوم الخميس ثالث عشر ربيع الاخر سنة ست وسبعين وستمائة.
(٢) الموسومة: بمعارج الأصول. وقد طبعت في إيران على الحجر.
(٣) معارج الأصول: ٨٣ (الفصل الثاني) المسألة الثالثة.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 14 16 17 18 19 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367