وأما القبيح: فلا ينقسم انقسام الحسن، بل هو قسم واحد، وهو كل فعل يستحق فاعله الذم على بعض الوجوه {1}، ويوصف في الشرع بأنه محظور، ومحرم إذا دل فاعله عليه {2} أو اعلمه {3}.
وفي الافعال ما يوصف بأنه مكروه، وان لم يكن قبيحا {4}، وهو كل فعل كان الأولى تركه واجتنابه، وان لم يكن قبيحا يستحق بفعله الذم، فيوصف بأنه مكروه.]
____________________
{1} قوله (على بعض الوجوه) على بنائه، أي من حيث ان معه وجها يوجب استحقاق الذم دون وجه آخر كلطمة اليتيم ظلما لا تأديبا تأمل، فهذا بمنزلة قيد الحيثية في التعريف، ولو كان المراد إذا لم يكن ساهيا ولا ملجأ كان الأولى اسقاط هذا القيد، لأنه يصدق التعريف حينئذ على فعل الساهي والملجأ، مع أن أول الفصل يدل على خروجهما عن القبيح والحسن {2} قوله (إذا دل فاعله عليه) بصيغة مجهول باب نصر، وهذا في صورة علم الفاعل علما مكتسبا.
{3} قوله (أو أعلمه) بصيغة مجهول باب الافعال، وهذا في صورة علم الفاعل علما ضروريا، وقد مر تقسيم العلم إلى المكتسب والضروري وحدهما والمقصود ان الظلم مثلا قبيح من الله تعالى، ولا يقال محرم عليه ولا محظور.
{4} قوله (وفي الافعال ما يوصف بأنه مكروه وان لم يكن قبيحا) فيه ان حصر الافعال حينئذ في الحسن والقبيح مع حصر الحسن في الاقسام المذكورة محل تأمل، ويمكن أن يجاب بأن حصر الحسن في الاقسام المذكورة سابقا
{3} قوله (أو أعلمه) بصيغة مجهول باب الافعال، وهذا في صورة علم الفاعل علما ضروريا، وقد مر تقسيم العلم إلى المكتسب والضروري وحدهما والمقصود ان الظلم مثلا قبيح من الله تعالى، ولا يقال محرم عليه ولا محظور.
{4} قوله (وفي الافعال ما يوصف بأنه مكروه وان لم يكن قبيحا) فيه ان حصر الافعال حينئذ في الحسن والقبيح مع حصر الحسن في الاقسام المذكورة محل تأمل، ويمكن أن يجاب بأن حصر الحسن في الاقسام المذكورة سابقا