تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ٧٨
لآثار رحمته تعالى في الغيث ويشكرونها واما انذارا للذين يكفرونها وينسبونها إلى الأنواء واسناد القاء الذكر إليهن لكونهن سببا في حصوله إذا شكرت النعمة فيهن أو كفرت أو اقسام بآيات القرآن المرسلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصفن سائر الكتب بالنسخ ونشرن آثار الهدى من مشارق الأرض ومغاربها وفرقن بين الحق والباطل فألقين ذكر الحق في أكناف العالمين والعرف اما نقيض النكر وانتصابه على العلة اي أرسلنا للاحسان والمعروف فان ارسال ملائكة العذاب معروف للأنبياء عليهم السلام والمؤمنين أو بمعنى المتابعة من عرف الفرس وانتصابه على الحالية والعذر والنذر مصدران من عذر إذا محا الإساءة ومن أنذر إذا خوف وانتصابهما على البدلية من ذكرا أو على العلية وقرئا بالتثقيل ان ما توعدون لواقع جواب للقسم اي ان الذي توعدونه من مجيء القيامة كائن لا محالة فإذا النجوم طمست محيت ومحقت أو ذهب بنورها وإذا السماء فرجت صدعت وفتحت فكانت أبوابا وإذا الجبال نسفت جعلت كالحب الذي ينسف بالمنسف ونحوه وبست الجبال بسا وقيل اخذت من مقارها بسرعة من انتسفت الشيء إذا اختطفته وقرئ طمست وفرجت ونسفت مشددة وإذا الرسل اقتت اي عين لهم الوقت الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم وذلك عند مجيئه وحضوره إذ لا يتعين لهم قبله أو بلغوا الميقات الذي كانوا ينتظرونه وقرئ وقتت على الأصل وبالتخفيف فيهما لأي يوم أجلت مقدر بقول هو جواب لاذا في قوله تعالى وإذا الرسل اقتت أو حال من مرفوع اقتت اي يقال لأي يوم أخرت الأمور المتعلقة بالرسل والمراد تعظيم ذلك اليوم والتعجيب من هوله وقوله تعالى ليوم الفصل بيان ليوم التأجيل وهو الذي يفصل فيه بين الخلائق وما أدراك ما يوم الفصل ما مبتدأ أدراك خبره أي أي شيء جعلك داريا ما هو فوضع موضع الضمير
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة