كلا ردع من طلب المفر و تمنيه لا وزر لا ملجأ مستعار من الجبل وقيل كل ما التجأت إليه وتخلصت به فهو وزرك إلى ربك يومئذ المستقر أي إليه وحده استقرار العباد أو إلى حكمه استقرار أمرهم أو إلى مشيئته موضع قرارهم يدخل من يشاء الجنة ومن يشاء النار ينبأ الإنسان يومئذ أي يخبر كل امرئ برا كان فاجرا عند وزن الأعمال بما قدم أي عمل من عمل خيرا كان أو شرا فيثاب بالأول ويعاقب بالثاني وأخر أي لم يعمل خيرا كان أو شرا فيعاقب بالأول ويثاب بالثاني أو بما قدم من حسنة أو سيئة وبما أخر من سنة حسنة أو سيئة فعمل بها بعده أو بما قدم من مال تصدق به في حياته وبما أخر فخلقه أو وقفه أو أوصى به أو بأول عمله وآخره بل الإنسان على نفسه بصيرة أي حجة و بينة على نفسه شاهدة بما صدر عنه من الأعمال السيئة كما يعرب عنه كلمة على وما سيأتي من الجملة الحالية وصفت بالبصارة ومجانا كما وصفت الآيات بالأبصار في قوله تعالى فلما جاءتهم آياتنا مبصرة أو عين بصيرة أو التاء للمبالغة ومعنى بل الترقي أي ينبأ الإنسان بأعماله بل هو يومئذ عالم بتفاصيل أحواله شاهد على نفسه لأن جوارحه تنطق بذلك وقوله تعالى ولو ألقى معاذيره أي ولو جاء بكل معذرة يمكن أن يعتذر بها عن نفسه حال من المستكن في بصيرة أو من مرفوع ينبأ أي هو بصيرة على نفسه تشهد عليه جوارحه وتقبل شهادتها ولو أعتذر بكل معذرة أو ينبأ بأعماله ولو اعتذر الخ والمعاذير اسم جمع للمعذرة كالمناكير اسم جمع للمنكر وقيل هو جمع معذار وهو الستر أي ولو أرخى ستوره كان رسول الله صلى عليه وسلم إذا لقن الوحي نازع جبريل عليه السلام القراءة ولم يصبر إلى أن يتمها مسارعة إلى الحفظ وخوفا من أن ينفلت فأمر عليه الصلاة والسلام بأن يستنصت له ملقيا إليه قلبه وسمعه حتى يقضي إليه الوحي ثم يقضي إليه الوحي ثم يقفيه بالدراسة إلى أن يرسخ فيه فقيل لا تحرك به أي بالقرآن لسانك عند القاء الوحي لتعجل به أي لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك
(٦٦)