تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ٨٠
ويل يومئذ للمكذبين بقدرتنا على ذلك أو على الإعادة ألم نجعل الأرض كفاتا الكفات اسم ما يكفت اي يضم ويجمع مع كفت الشيء إذا ضمه وجمعه كالضمام والجماع لما يضم ويجمع اي ألم نجعلها كفاتا تكفت احياء كثيرة على ظهرها وأمواتا غير محصورة في بطنها وقيل هو مصدر نعت به للمبالغة وقيل جمع كافت كصائم وصيام أو كفت وهو الوعاء اجرى على الأرض باعتبار بقاعها وقيل تنكير احياء وأمواتا لأن احياء الانس وأمواتهم بعض الأحياء والأموات وقيل انتصابهما على الحالية من محذوف اي كفاتا تكفتكم احياء وأمواتا وجعلنا فيها رواسي أي جبالا ثوابت شامخات طوالا شواهق ووصف جمع المذكر بجمع المؤنث في غير العقلاء مطرد كداجن ودواجن وأشهر معلومات وتنكيرها للتفخيم أو للاشعار بأن فيها ما لم يعرف وأسقيناكم ماء فراتا بأن خلقنا فيها انهارا ومنابع ويل يومئذ للمكذبين بأمثال هذه النعم العظيمة انطلقوا اي يقال لهم يومئذ للتوبيخ والتقريع انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون في الدنيا من العذاب انطلقوا خصوصا إلى ظل اي ظل دخان جهنم كقوله تعالى وظل من يحموم وقرئ انطلقوا على لفظ الماضي اخبار بعد الأمر عن عملهم بموجبه لاضطرارهم اليه طوعا أو كرها ذي ثلاث شعب يتشعب لعظمه ثلاث شعب كما هو شأن الدخان العظيم تراه يتفرق ذوائب وقيل يخرج لسان من النار فيحيط بالكفار كالسرادق ويتشعب من دخانها ثلاث شعب فتظلهم حتى يفرغ من حسابهم والمؤمنون في ظل العرش قيل خصوصية الثلاث اما لأن حجاب النفس عن أنوار القدس الحس والخيال والوهم أو لأن المؤدى إلى هذا العذاب هو القوة الوهمية الشيطانية الحالة في الدماغ والقوة الغضبية السبعية التي عن يمين القلب والقوة الشهوية البهيمية التي عن يساره ولذلك قيل تقف شعبة فوق الكافر وشعبة عن يمينه وشعبة عن يساره
(٨٠)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة