وسيجنبها أي سيبعد عنها إلا تقى المبالغ في اتقاء الكفر والمعاصي فلا يحوم حولها فضلا عن دخولها أو صليها الأبدي وأما من دونه ممن يتقي الكفر دون المعاصي فلا يبعد عنها هذا التبعيد وذلك لا يستلزم صليها بالمعنى المذكور فلا يقدح في الحصر السابق الذي يؤتي ماله يعطيه ويصرفه في وجوه البر والحسنات وقوله تعالى يتزكى اما بدل من يؤتي داخل في حكم الصلة لا محل له أو في حيز النصب على أنه حال من ضمير يؤتى أي يطلب أن يكون عند الله تعالى زاكيا ناميا لا يريدون به رياء ولا سمعة وما لأحد عنده من نعمة تجزى استئناف مقرر لكون إيتائه للتزكي خالصا لوجه الله تعالى أي ليس لأحد عنده نعمة من شأنها ان تجزى وتكافأ فيقصد بايتاء ما يؤتى مجازاتها وقوله تعالى الا ابتغاء وجه ربه الأعلى استثناء منقطع من نعمة وقرئ بالرفع على البدل من محل نعمة فإنه الرفع اما على الفاعلية أو على الابتداء ومن مزيدة ويجوز ان يكون مفعولا له لأن المعنى لا يؤتى ماله الا ابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة والآيات نزلت في حق أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين اشترى بلالا في جماعة كان يؤذيهم المشركون فأعتقهم ولذلك قالوا المراد بالأشقى أو جهل أو أمية بن خلف وقد روي عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه عذب المشركون بلالا وبلال يقول أحد أحد فمر به النبي عليه الصلاة والسلام فقال أحد يعني الله تعالى ينجيك ثم قال لأبي بكر رضي الله عنه ان بلالا يعذب في الله فعرف مراده عليه الصلاة والسلام فانصرف إلى منزله فأخذ رطلا من ذهب ومضى به إلى أمية بن خلف فقال له أتبيعني بلالا قال نعم فاشتراه فأعتقه فقال المشركون ما أعتقه أبو بكر الا ليد كانت له عنده فنزلت وقوله تعالى ولسوف يرضى جواب قسم مضمر أي وبالله لسوف يرضى وهو وعد كريم بنيل جميع ما يبتغيه على أكمل الوجوه وأجملها إذ به يتحقق الرضا وقرئ يرضى مبنيا للمفعول من الارضاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الليل أعطاه الله تعالى حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر
(١٦٨)