ونفس وما سواها أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالاتها والتنكير للتفخيم على أن المراد نفس آدم عليه السلام أو للتكثير وهو الأنسب للجواب فألهمها فجورها وتقواها أي أفهمها إياهما وعرفها حالهما من الحسن والقبح وما يؤدي اليه كل منهما ومكنها من اختيار أيهما شاءت وتقديم الفجور لمراعاة الفواصل قد أفلح من زكاها اي فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنماها وأعلاها بالتقوى وهو جواب القسم وحذف اللام لطول الكلام وتكرير قد في قوله تعالى وقد خاب من دساها لابراز كمال الاعتناء بتحقيق مضمونه والايذان بتعلق القسم به أيضا اصالة أي خسر من نقصها وأخفاها بالفجور وأصل دسى دسس كتقضى وتقضض وقيل هو كلام تابع لقوله تعالى «فألهمها فجورها وتقواها» بطريق الاستطراد وانما الجواب ما حذف تعويلا على دلالة قوله تعالى كذبت ثمود بطغواها عليه كأنه قيل ليدمدمن الله تعالى على كفار مكة لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحا عليه السلام وهو على الأول استئناف وارد لتقرير مضمون قوله تعالى «وقد خاب من دساها» والطغوى بالفتح الطغيان والباء للسببية أي فعلت التكذيب بسبب طغيانها كما تقول ظلمني بجراءته على الله تعالى أو صلة للتكذيب اي كذبت بما أو عدت به من العذاب ذي الطغوى كقوله تعالى «فأهلكوا بالطاغية» وقرئ بطغواها بضم الطاء وهو أيضا مصدر كالرجعي إذ انبعث أشقاها منصوب بكذبت أو بالطغوى اي حين قام أشقى ثمود وهو قدار بن سلف أو هو ومن تصدى معه لعقر الناقة من الأشقياء فان أفعل التفصيل إذا أضيف يصلح للواحد والمتعدد والمذكر والمؤنث وفضل شقاوتهم على من عداهم لمباشرتهم العقر مع اشتراك الكل في الرضا به فقال لهم أي لثمود رسول الله اي صالح عليه السلام عبر عنه بعنوان الرسالة ايذانا بوجوب طاعته وبيانا لغاية عتوهم وتماديهم في الطغيان وهو السر في إضافة الناقة إلى الله تعالى في قوله تعالى ناقة الله
(١٦٤)