تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٩ - الصفحة ١٦٢
بالعقبة التي هي الطريق في الجبل لصعوبة سلوكها وقوله تعالى وما أدراك ما العقبة أي أي شيء أعلمك ما اقتحام العقبة لزيادة تقريرها وكونها عند الله تعالى بمكانة رفيعة فك رقبة أي هو اعتاق رقبة أو اطعام في يوم ذي مسغبة أي مجاعة يتيما ذا مقربة أي قرابة أو سكينا ذا متربة أي افتقار وحيث كان المراد باقتحام العقبة هذه الأمور حسن دخول لا على الماضي فإنها لا تكاد تقع الا مكررة إذ المعنى فلا فك رقبة ولا أطعم يتيما أو مسكينا والمسغبة والمقربة والمتربة مفعلات من سغب إذا جاع وقرب من النسب وترب إذا افتقر وقرئ فك رقبة أو أطعم على الابدال من اقتحم ثم كان من الذين آمنوا عطف على المنفي بلا وثم للدلالة على تراخي رتبة الايمان ورفعة محله لاشتراط جميع الأعمال الصالحة به وتواصوا بالصبر عطف على آمنوا أي أوصي بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله وتواصوا بالمرحمة بالرحمة على عباده أو بموجبات رحمته من الخيرات أولئك إشارة إلى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز صلته وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار اليه للايذان ببعد درجتهم في الشرف والفضل أي أولئك الموصوفون بالنعوت الجليلة المذكورة أصحاب الميمنة اي اليمين أو اليمن والذين كفروا بآياتنا بما نصبناه دليلا على الحق من كتاب وحجة أو بالقرآن هم أصحاب المشأمة أي الشمال أو الشؤم عليهم نار مؤصدة مطبقة من آصدت الباب إذا
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة