تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٦ - الصفحة ١١٩
عن منازعتهم فلا يساعده المقام وقرئ فلا ينزعنك على تهييجه صلى الله عليه وسلم والمبالغة في تثبيته وأيا ما كان فمحل النزاع ما ذكرناه وتخصيصه بأمر النسائك وجعله عبارة عن قول الخزاعيين وغيرهم للمسلمين ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلوا ما قتله الله تعالى مما لا سبيل إليه أصلا كيف لا وأنه يستدعى أن يكون أكل الميتة وسائر ما يدينونه من الأباطيل من جملة المناسك التي جعلها الله تعالى لبعض الأمم ولا يرتاب في بطلانه عاقل «وادع» أي وادعهم أو وادع الناس كافة على أنهم داخلون فيهم دخولا أوليا «إلى ربك» إلى توحيده وعبادته حسبما بين لهم في منسكهم وشريعتهم «إنك لعلى هدى مستقيم» أي طريق موصل إلى الحق سوى والمراد به إما الدين والشريعة أو أدلتها «وإن جادلوك» بعد ظهور الحق بما ذكر من التحقيق ولزوم الحجة عليهم «فقل» لهم على سبيل الوعيد «الله أعلم بما تعملون» من الأباطيل التي من جملتها المجادلة «الله يحكم بينكم» يفصل بين المؤمنين منكم والكافرين «يوم القيامة» بالثواب والعقاب كما فصل في الدنيا بالحجج والآيات «فيما كنتم فيه تختلفون» من امر الدين «ألم تعلم» استئناف مقرر لمضمون ما قبله والاستفهام للتقرير أي قد علمت «أن الله يعلم ما في السماء والأرض» فلا يخفى عليه شيء من الأشياء التي من جملتها ما يقوله الكفرة وما يعملونه «إن ذلك» أي ما في السماء والأرض «في كتاب» هو اللوح قد كتب فيه قبل حدوثه فلا يهمنك أمرهم مع علمنا به وحفظنا له «إن ذلك» أي ما ذكر من العلم والإحاطة به وإثباته في اللوح أو الحكم بينكم «على الله يسير» فإن علمه وقدرته مقتضى ذاته فلا يخفى عليه شيء ولا يعسر عليه مقدور «ويعبدون من دون الله» حكاية لبعض أباطيل المشركين وأحوالهم الدالة على كمال سخافة عقولهم وركاكة آرائهم من بناء امر دينهم على غير مبنى من دليل سمعي أو عقلي وإعراضهم عما ألقى عليهم من سلطان بين هو أساس الدين وقاعدته أشد إعراض أي يعبدون متجاوزين عبادة الله «ما لم ينزل به» أي بجواز عبادته «سلطانا» أي حجة «وما ليس لهم به» أي بجواز عبادته «علم» من ضرورة العقل أو استدلاله «وما للظالمين» أي الذين ارتكبوا مثل هذا الظلم العظيم الذي يقضي ببطلانه وكونه ظلما بديهة العقول «من نصير» يساعدهم بنصرة مذهبهم وتقرير رأيهم أو بدفع العذاب الذي يعتريهم بسبب ظلمهم
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (سورة طه) قوله تعالى: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. 2
2 قوله تعالى: منها خلقناكم وفيها نعيدكم الآية. 22
3 قوله تعالى: وما أعجلك عن قومك يا موسى. 33
4 قوله تعالى: وعنت الوجوه للحي القيوم الآية. 43
5 (سورة الأنبياء - الجزء السابع عشر) قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم الآية. 53
6 قوله تعالى: ومن يقل منهم أني إله الآية. 64
7 قوله تعالى: وقد آتينا إبراهيم رشده الآية. 72
8 قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه الآية. 81
9 (سورة الحج) قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية. 91
10 قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية. 101
11 قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا الآية. 108
12 قوله تعالى: ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية. 116
13 (سورة المؤمنون - الجزء الثامن عشر) قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون. 133
14 قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون. 134
15 قوله تعالى: ولو رحمناهم الآية. 145
16 (سورة النور) قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها الآية. 155
17 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا الآية. 164
18 قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض الآية. 175
19 قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد أيمانهم الآية. 188
20 (سورة الفرقان) قوله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان الآية 200
21 [الجزء التاسع عشر] قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا الآية 210
22 قوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين الآية. 225
23 (سورة الشعراء) قوله تعالى: طسم تلك آيات الكتاب المبين. 233
24 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى الآية 244
25 قوله تعالى: قالوا أنؤمن لك الآية 254
26 أوفوا الكيل ولا تكونوا الآية 262
27 (سورة النمل) قوله تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين. 271
28 قوله تعالى: قال سننظر أصدقت الآية. 282
29 [الجزء العشرون] قوله تعالى: فما كان جواب قومه الآية 292
30 قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا الآية 300