تعالى غافر الذنب فضلا وقابل التوب وعدا شديد العقاب عدلا لا اله الا هو إليه المصير فردا وقال ابن عباس الطول السعة والغنى وتقلب الذين كفروا في البلاد عبارة عن تمتعهم بالمساكن والمزارع والاسفار وغير ذلك (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه) أي ليهلكوه كما قال تعالى (فأخذتهم) والعرب تقول للقتيل: أخذ وللأسير بعد كذلك قال قتادة (ليأخذوه) معناه ليقتلوه و (ليدحضوا) معناه ليزلقوا ويذهبوا والمدحضة الذي المزلة والمزلقة.
وقوله (فكيف كان عقاب) تعجيب وتعظيم وليس باستفهام عن كيفية وقوع الأمر وقوله سبحانه: وكذلك حقت كلمات ربك على الذين كفروا " الآية في مصحف ابن مسعود " وكذلك سبقت كلمة ربك " والمعنى وكما أخذت أولئك المذكورين فأهلكتهم فكذلك حقت كلماتي على جميع الكفار من تقدم منهم ومن تأخر أنهم أصحاب النار.
وقوله تعالى: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به...) الآية أخبر الله سبحانه بخبر يتضمن تشريف المؤمنين ويعظم الرجاء لهم وهو أن الملائكة الحاملين للعرش والذين حول العرش وهؤلاء أفضل الملائكة يستغفرون للمؤمنين ويسئلون الله لهم الرحمة والجنة وهذا معنى قوله تعالى في غير هذه الآية (كان على ربك وعدا مسؤولا) [الفرقان: 16] أي سألته الملائكة قال (ع) وفسر