ينكر بعضهم بعضا أو ينساه.
وقد ذكر بعضهم ان قوله: (كأن لم يلبثوا) صفة ليوم أو صفة للمصدر المحذوف المدلول عليه بقوله: (يحشرهم)، وذكر بعض آخر أن قوله: (يتعارفون بينهم) صفة لساعة، وهما من الاحتمالات البعيدة التي لا يساعد عليها اللفظ.
وكيف كان ففي الآية رجوع إلى حديث اللقاء المذكور في أول السورة وانعطاف على ما ذكره آنفا أن من المتوقع أن يأتيهم تأويل الدين.
فكأنها تقول: إنهم وإن لم يأتهم تأويل القرآن بعد لا ينبغي لهم أن يغتروا بالجمود على مظاهر هذه الحياة الدنيا ويستكثروا الأمد ويستبطئوا الاجل فإنهم سوف يحشرون إلى الله فيشاهدون أن ليست الحياة الدنيا إلا متاعا قليلا، ولا اللبث فيها إلا لبثا يسيرا كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم.
فيومئذ يظهر لهم خسرانهم في تكذيبهم بلقاء الله ظهور عيان وذلك بإتيان تأويل الدين وانكشاف حقيقة الامر وظهور نور التوحيد على ما كان، ووضوح أن الملك يومئذ لله الواحد القهار جل شأنه.
* * * وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون - 46. ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون - 47. ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين - 48. قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون - 49. قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا