يستعجل منه المجرمون - 50. أثم إذا ما وقع آمنتم به ء الان وقد كنتم به تستعجلون - 51. ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون - 52. ويستنبؤنك أحق هو قل أي وربى إنه لحق وما أنتم بمعجزين - 53. ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون - 54. ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون - 55. هو يحيى ويميت وإليه ترجعون - 56.
(بيان) الآيات تنبئ عن سنة إلهية جارية، وهى أن الله سبحانه قضى قضاء حق لا يرد ولا يبدل أن يرسل إلى كل أمة رسولا يبلغهم رسالته ثم يحكم بينه وبينهم حكما فصلا بإنزال العذاب عليهم وإنجاء المؤمنين وإهلاك المكذبين.
ثم تأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يخبرهم أن هذه الأمة يجرى فيهم ما جرى في الأمم الماضية من السنة الإلهية من غير أن يستثنوا من كليته غير أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يذكر لهم فيما لقنه الله من جواب سؤالهم عن وقت العذاب إلا أن القضاء حتم وللأمة عمرا وأجلا كالفرد ينتهى إليه أمد حياتها، وأما وقت النزول فقد أبهم إبهاما.
وقد قدمنا في قوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) الأنفال: 33 أن الآية لا تخلو عن إشعار بأن الأمة ستنتزع منهم نعمة الاستغفار بعد زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فينزل عليهم العذاب، وقد تقدم أن