ومناة وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وقد ذكرت هذه الثمان في القرآن ونسبت الخمس الأواخر منها إلى قوم نوح.
وروى في الكافي بإسناده إلى عبد الرحمان بن الاشل بياع الأنماط عن الصادق عليه السلام أن يغوث كان موضوعا قبالة باب الكعبة، وكان يعوق عن يمين الكعبة ونسر عن يسارها.
وفي الرواية أيضا أن هبل كان على سطح الكعبة وإساف ونائلة على الصفا والمروة.
وفي تفسير القمي قال: كانت ود لكلب، وكانت سواع لهذيل ويغوث لمراد، وكانت يعوق لهمدان، وكانت نسر لحصين.
وكانت في الوثنية التي عندهم آثار من وثنية الصابئة كالغسل من الجنابة وغيره.
وفيها آثار من البرهمية كالقول بالانواء والقول بالدهر كما تقدم عن وثنية بوذه قال تعالى: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) الجاثية: 24 وإن ذكر بعضهم أنه قول الماديين المنكرين لوجود الصانع.
وفيها شئ من الدين الحنيف وهو اسلام إبراهيم عليه السلام كالختنة والحج إلا أنهم خلطوه بسنن وثنية كالتمسح بالأصنام التي حول الكعبة والطواف عريانا، والتلبية بقولهم: لبيك لبيك اللهم لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك.
وعندهم أمور أخر اختلقوه من عند أنفسهم كالقول بالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام والقول بالصدى والهام والانصاب والأزلام وأمور أخر مذكورة في التواريخ وقد تقدم تفسير البحيرة والسائبة والوصيلة والحام في سورة المائدة في ذيل آية 103 وكذا ذكر الأزلام والانصاب في ذيل آية 3 وآية 90.
9 - دفاع الاسلام عن التوحيد و منازلته الوثنية. لم تزل الدعوة الإلهية تخاصم الوثنية وتقاومه وتندب إلى التوحيد كما ذكره الله في كتابه فيما يقصه من دعوة الأنبياء والرسل كنوح وهود وصالح وإبراهيم وشعيب وموسى عليهم السلام، وأشير إلى ذلك في قصص عيسى ولوط ويونس عليهم السلام.
وقد أجمل القول في ذلك في قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول