وأكثرها تفصيلا سورة هود التي ذكرت قصته عليه السلام فيها في خمس وعشرين آية (25 - 49).
2 - قصته عليه السلام في القرآن.
بعثه وارساله:
كان الناس بعد آدم عليه السلام يعيشون أمة واحدة على بساطة وسذاجة، وهم على الفطرة الانسانية حتى فشا فيهم روح الاستكبار وآل إلى استعلاء البعض على البعض تدريجيا واتخاذ بعضهم بعضا أربابا وهذه هي النواة الأصلية التي لو نشأت واخضرت وأينعت لم تثمر إلا دين الوثنية والاختلاف الشديد بين الطبقات الاجتماعية باستخدام القوى للضعيف، واسترقاق العزيز واستدراره للذليل، وحدوث المنازعات والمشاجرات بين الناس.
فشاع في زمن نوح عليه السلام الفساد في الأرض، وأعرض الناس عن دين التوحيد وعن سنة العدل الاجتماعي وأقبلوا على عبادة الأصنام، وقد سمى الله سبحانه منها ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا (سورة نوح).
وتباعدت الطبقات فصار الأقوياء بالأموال والأولاد يضيعون حقوق الضعفاء الجبابرة يستضعفون من دونهم ويحكمون عليهم بما تهواه أنفسهم (الأعراف هود - نوح).
فبعث الله نوحا عليه السلام وأرسله إليهم بالكتاب و الشريعة يدعوهم إلى توحيد الله سبحانه وخلع الأنداد والمساواة فيما بينهم (البقرة آية 213) بالتبشير والانذار.
دينه وشريعته عليه السلام: كان عليه السلام يدعوهم إلى توحيد الله سبحانه ورفض الشركاء (كما يظهر من جميع قصصه القرآنية) والاسلام لله (كما يظهر من سورتي نوح ويونس وسورة آل عمران آية 19) والامر بالمعروف والنهى عن المنكر (كما يظهر من سورة هود آية 27) والصلاة (كما يظهر من آية 103 من سورة النساء وآية 8 من سورة الشورى)