وأنسوا بهم.
وفيه أيضا: عن مروان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ذكر النصارى وعداوتهم فقال: قول الله: " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " قال: أولئك كانوا قوما بين عيسى ومحمد ينتظرون مجئ محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أقول: ظاهر الآية العموم دون الخصوص، ولعل المراد أن المدح إنما هو لهم ما لم يغيروا كما أن الذي مدح الله به المسلمين كذلك.
وفي الدر المنثور: أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير في قوله: " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا " قال:
هم رسل النجاشي الذين أرسل بإسلامه إسلام قومه، كانوا سبعين رجلا اختارهم من قومه الخير فالخير في الفقه والسن.
وفي لفظ: بعث من خيار أصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين رجلا فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه فقرأ عليهم سورة " يس " فبكوا حين سمعوا القرآن وعرفوا أنه الحق.
فأنزل الله فيهم: " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا، الآية " ونزلت هذه الآية فيهم أيضا: " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون - إلى قوله - أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ".
وفيه: أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين فبعث جعفر ابن أبي طالب وابن مسعود وعثمان بن مظعون في رهط من أصحابه إلى النجاشي ملك الحبشة.
فلما بلغ المشركين بعثوا عمرو بن العاص في رهط منهم، ذكروا أنهم سبقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فقالوا: إنه قد خرج فينا رجل سفه عقول قريش وأحلامها، زعم أنه نبي، وإنه بعث إليك رهطا ليفسدوا عليك قومك فأحببنا أن نأتيك ونخبرك خبرهم.
قال: إن جاؤني نظرت فيما يقولون، فلما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا