بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه كلا بل تحبون العاجلة الآيات:
القيامة - 20 انظر إلى موضع قوله لا تحرك إلى قوله بيانه.
وعلى هذا فلا حاجة إلى التكلف في بيان وجه ارتباط الآية بما قبلها وارتباط ما بعدها بها على أن القرآن إنما نزل نجوما ولا موجب لهذا الارتباط إلا في السور النازلة دفعة أو الآيات الواضحة الاتصال الكاشف ذلك عن الارتباط بينها.
قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إلى قوله ما تقولون المراد بالصلاة المسجد والدليل عليه قوله ولا جنبا إلا عابري سبيل والمقتضى لهذا التجوز قوله حتى تعلموا ما تقولون إذ لو قيل لا تقربوا المسجد وأنتم سكارى لم يستقم تعليله بقوله حتى تعلموا ما تقولون أو أفاد التعليل معنى آخر غير مقصود مع أن المقصود إفادة أنكم في حال الصلاة تواجهون مقام العظمة والكبرياء وتخاطبون رب العالمين فلا يصلح لكم أن تسكروا وتبطلوا عقولكم برجس الخمر فلا تعلموا ما تقولون وهذا المعنى كما ترى يناسب النهى عن اقتراب الصلاة لكن الصلاة لما كانت أكثر ما تقع تقع في المسجد جماعة على السنة وكان من القصد أن تذكر أحكام الجنب في دخوله المسجد أوجز في المقال وسبك الكلام على ما ترى.
وعلى هذا فقوله حتى تعلموا ما تقولون في مقام التعليل للنهي عن شرب الخمر بحيث يبقى سكرها إلى حال دخول الصلاة أي نهيناكم عنه لغاية أن تعلموا ما تقولون وليس غاية للحكم بمعنى أن لا تقربوا إلى أن تعلموا ما تقولون فإذا علمتم ما تقولون فلا بأس.
قوله تعالى ولا جنبا إلا عابري سبيل إلى آخر الآية سيأتي الكلام في الآية في تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة: المائدة - 6.
(بحث روائي) في تفسير العياشي عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن عليه السلام: في قول الله لا تقربوا الصلاة - وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون قال - هذا قبل أن تحرم الخمر أقول ينبغي أن تحمل الرواية على أن المراد بتحريم الخمر توضيح تحريمها وإلا