تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٩٣
[ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (250)] يقين لا شك فيه، أشبه بشك لا يقين فيه من الموت (1).
وهم القليل الذين لم يشربوا.
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله: بتيسيره و توفيقه، و " كم " يحتمل الخبر والاستفهام. و " من " مبينة أو مزيدة، و " الفئة " الفرقة من الناس، من فاوت رأسه، اي شققته. أو من فاء إذا رجع، فوزنها فعة، أو فلة. ولا ينافي إطلاق الفئة هنا على أقل من عشرة آلاف.
ما رواه العياشي عن حماد بن عثمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يخرج القائم عليه السلام في أقل من الفئة، ولا يكون الفئة أقل من عشرة آلاف (2) من وجهين:
الأول: أن الاطلاق على الأقل هنا للفئة الموصوفة بالقلة، لا الفئة المطلق، و في الخبر مطلقة.
والثاني: أن المراد بالفئة في الخبر المعهودة المذكورة سابقا بأنها يكون مع القائم عليه السلام، لا مطلق الفئة.
والله مع الصبرين: بالنصر والإثابة ولما برزوا لجالوت وجنوده: أي ظهروا لهم ودنوا منهم قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم

(١) لم نعثر عليه.
(٢) تفسير العياشي: ج ١، ص 134، ح 444.
(٥٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 ... » »»
الفهرست