قال: لقد جازيتها. قال: ما فعلت؟ قال: حججت بها على عاتقي، قال: ما جزيتها ولو طلقة واحدة ". وعن ابن عمر أنه رأى رجلا في الطواف يحمل أمه ويقول:
إني لها مطية لا تذعر * إذا الركاب نفرت لا تنفر ما حملت وأرضعتني أكثر * الله ربى ذو الجلال الأكبر تظنني جزيتها يا ابن عمر؟ قال: لا ولو زفرة واحدة. قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أبوى بلغا من الكبر أن إلى منهما ما وليا منى في الصغر فهل قضيتهما حقهما؟ قال: لا، فإنهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك، وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما ". وروى " أن صبيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أبى هذا له مال كثير، وإنه لا ينفق على من مال، فنزل جبريل عليه السلام وقال: إن هذا الشيخ قد أنشأ في ابنه أبياتا ما قرعت سمعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك قلت أبياتا لم تسمعها أذناك فهات، فقال الرجل: زادنا الله بك إيمانا يا رسول الله " وأنشد:
غذوتك مولودا وعلتك يافعا * تعل بما أجنى عليك وتنهل إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت * لسقمك إلا باكيا أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي * طرقت به دوني فعيناي تهمل تخاف الردى نفسي عليك وإنها * لتعلم أن الموت وقت مؤجل فلما بلغت السن والغاية التي * إليها مدى ما كنت فيك أؤمل جعلت جزائي غلظة وفظاظة * كأنك أنت المنعم المتفضل فليتك إذ لم ترع حق أبوتى * فعلك كما الجار المجاور يفعل وسميتني باسم المفند فعله * وفى رأيك التنفيد لو كنت تعقل تراه معدا للخلاف كأنه * برد على أهل الصواب موكل فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " أنت ومالك لأبيك ".
(كل قتيل في كليب غره * حتى ينال القتل آل مره) في سورة الإسراء عند قوله تعالى (فلا يسرف في القتل) الضمير للولي: أي فلا يقتل غير القاتل، أو ولا يقتل اثنين والقاتل واحد، وكانوا في الجاهلية إذا قتل واحد قتلوا به جماعة، قال: كل قتيل في كليب الخ، وكانوا يقتلون غير القاتل إذا لم يكن بواء، والغرة: عبد أو أمة.
(عفت الديار خلافهم فكأنما * بسط الشواطب بينهن حصيرا) في سورة الإسراء عند قوله تعالى (وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا) أي بعدك، يقال: عفت الديار تعفو، والعفاء: الدروس، وخلافهم أي بعدهم، والشواطب: النساء اللاتي يشققن السعف للحصر، والشطب:
سعف النخل الأخضر. يصف دروس ديار الأحباب يعدهم غير منكوسة كأنها بسط فيها سعف النخل.
(بأرض فضاء ما يسد وصيدها * على ومعروفي بها غير منكر) هو لزهير. في سورة الكهف عند قوله تعالى (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) وهو الفناء، وقيل العتبة،