تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤١٣
(وقذف في قلوبهم الرعب) وكذلك الرمي كقوله غلام رماه الخ. رماه الله: أي جعل فيه الحسن، لأن الرمي يستعمل في معنى الإلقاء، يقال غلام يافع: أي شاب، والسيمياء العلامة.
(إني وأسطار سطرن سطرا * لقائل يا نصر نصر نصرا) هو لرؤبة. في سورة المؤمنين عند قوله تعالى (إن هذا إلا أساطير الأولين) السطر: الصف من الشئ، والسطر: الخط والكتابة، والجمع أسطار، مثل سبب وأسباب كما في بيت روبة، ثم يجمع على أساطير، وجمع السطر أسطر وسطور مثل أفلس وفلوس. وقوله يا نصر نصرا كقوله يا زيد زيد زيدا، فالرفع على اللفظ والنصب على الموضع، ويجوز أن يكون نصر الثالث منصوبا على المصدر كأنه قال انصر نصرا.
(لهن نشيج بالنشيل كأنها * ضرائر حرمي تفاحش غارها) في سورة النور عند قوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) الضمير في لهن للقدور ونشيج: أي صوت، يقال طعنة ناشجة يسمع صوتها عند خروج الدم منها، ونشج الباكي ينشج، والقدر تنشج عند الغليان، والنشل: لحم يطبخ بلا توابل: أي يخرج ويجذب فعيل بمعنى مفعول. والضرتان: امرأتا الرجل والجمع ضرائر، وسميتا بذلك لأن كل واحدة تريد ضر صاحبتها. والحرمي منسوب إلى حرم مكة وتفاحش غارها: أي أفرطت غيرتها، والفاحش ما أفرط قبحه.
(ولقد لهوت بطفلة ميالة * بلهاء تطلعني على أسرارها) في سورة النور عند قوله تعالى (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) لهوت فأنا ألهو به: أي لعبت من اللهو واللعب. والطفلة بفتح الطاء: المرأة الناعمة، وطفلة الأنامل رخصتها. وميالة: أي مختالة، ويقال غصن ميال وبلهاء من البله: وهى التي لا مكر فيها ولا دهاء، وكذلك البله من الرجال في قوله عليه الصلاة والسلام " أكثر أهل الجنة البله ".
(ما زال مذ عقدت يداه إزاره * وسما فأدرك خمسة الأشبار يدنى خوافق من خوافق تلتقي * في ظل معتبط الغبار مثار) هو للفرزدق. في سورة النور عند قوله تعالى (والذين لم يبلغوا الحلم منكم) أي الصبيان. والسن التي يحكم فيها بالبلوغ، قال أبو حنيفة: ثماني عشرة سنة في الغلام، وسبع عشرة سنة في الجارية وعامة العلماء على خمس عشرة سنة فيهما. وعن علي رضي الله عنه أنه كان يعتبر القامة وقدره بخمسة أشبار، وبه أخذ الفرزدق في قوله يمدح يزيد بن المهلب في مرثية له. وسما من السمو: أي بلغ الرفعة وأدرك: أي لحق. وخمسة الأشبار يحتمل أن يكون مراده ارتفاع قامته وأن يكون موضع قبره من الأرض كما قيل:
عجبا لأربع أذرع في خمسة * في جوفه جبل أشم كبير وفى معناه بيت التهامي:
جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجوارى فالشرق نحو الغرب أقرب شقة * من بعد تلك الخمسة الأشيار (قالت وفيها حيدة وذعر * عوذ بربى منكم وحجر)
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»
الفهرست