تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤١١
وقيل الباب، ومنه بأرض فضاء الخ يصف إقامته في البدو وإفاضته للمعروف هنالك: أي نزلت بأرض لا يسد بابها على ومعروفي بها وإحساني معروف ومشهور غير منكر عندهم.
قد لقى الأقوام منى نكرا * (داهية دهياء إدا إمرا) في سورة الكهف عند قوله تعالى (قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا) أتيت أمرا عظيما، من أمر الأمر: إذا عظم. الداهية: شدائد الدهر، والدهياء: مبالغة في الشدة. وإدا: أي منكرا، وإمرا: عظيما.
(فإن يك ظني صادقا وهو صادقي) * بشملة يحبسهم بها محبسا وعرا البيت لكنزة أم شملة بن برد المنقري. في سورة الكهف عند قوله تعالى (يريد أن ينقض) يقول: إن يك ظني بشملة صادقا يحبسهم: أي القوم الذين قتلوا أبا شملة بتلك المعركة محبسا وعرا يدرك فيه ثأر أبيه، والمراد بالظن الفراسة، وقبل البيت:
لهفي على القوم الذين تجمعوا * بذى السيد لم يلقوا عليا ولا عمرا (أبت الروادف والثدي لقمصها * مس البطون وأن تمس ظهورا) في سورة الكهف عند قوله تعالى (جدارا يريد أن ينقض) كنى عند نهود الثدي وثقل الروادف بذلك.
الردف: الكفل والروادف جمعه. والقمص جمع القميص. يصفها بأنها ناهدة الثدي أنيقة الخصر لطيفة البطن عظيمة الكفل، فالثدي منع القميص أن يلتصق ببطنها، والردف منع القميص أن يلتصق بظهرها، فبين بالتفسير في عجز البيت ما لفه في صدره، لأنه لف في المصراع الأول الخبرين لفا ثم رمى بتفسيرهما جملة ثقة بأن السامع يرد إلى كل ماله، والبيت من أبيات الحماسة، وبعده:
وإذا الرياح مع العشى تناوحت * نبهن حاسدة وهجن غيورا (إني أتتني لسان لا إسر بها * من علو لا عجب منها ولا سخر) فجاشت النفس لما جاء فلهم * وراكب جاء من تثليث معتمر في سورة مريم عند قوله تعالى (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) ولسان الصدق: الثناء، وعبر باللسان عما يوجد باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهى العطية. وأراد الشاعر الرسالة، ولسان العرب: لغتهم وكلامهم.
والبيت لأعشى باهلة، وكان قد أتاه خبر مقتل أخيه المنتشر. قال في الصحاح: التأنيث للكلمة. وجاشت:
غلت. وفلهم: فئتهم الذين نجوا من الهزيمة. وتثليث: اسم موضع. ويعنى بالراكب المعتمر: الناعي الذي جاء ينعى المنتشر:
(بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا (1) * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا) في سورة مريم عند قوله تعالى (ورفعناه مكانا عليا) عن النابغة الجعدي " أنه لما أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال له: إلى أين يا أبى ليلى؟ قال: إلى الجنة بك يا رسول الله، فقال: لا يفضض الله فاك "

(1) قوله (مجدنا وسناءنا) مفعولان. المشهور في البيت وهو الصواب أن مجدنا بدل من ضمير الفاعل في بلغنا وسناءنا معطوف عليه فليعلم.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست