ما يتقوى به كقوله (وجبريل وميكال) وعن ابن سيرين أنه سئل عمن أوصى بثلث ماله في الحصون فقال:
يشترى به الخيل فتربط في سبيل الله ويغزى عليها، فقيل له: إنما أوصى بالحصون، فقال: ألم تسمع قول الشاعر: إن الحصون البيت، قال:
إني وجدت الخيل عزا ظاهرا * تنجى من الغمى ويكشفن الدجى ويبتن بالثغر المخوف طوالعا * ويثبن للصعلوك همة ذي الغنى (أكل امرئ تحسبين امرأ * ونار توقد بالليل نارا) في سورة الأنفال عند قوله تعالى (تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة) بحر الآخرة على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه على حاله. ومعناه: عرض الآخرة على التقابل: يعنى ثوابها، وإنما جاز للمشاكلة لأن العرض بالتحريك متاع الدنيا وحطامها، والدار الآخرة هي الحيوان وثوابها دائم. والشاعر يخاطب امرأة أو نفسه أنه رجل ذو سماحة وشجاعة، وكل نار ترين بالليل تظنين أنها نار قرى وخير. والاستفهام في ذلك للإنكار، والتنكير في امرئ ونار للتعظيم، ونحوه في المعنى قول الآخر:
ما كل نار ترى للسفر قرى * حقا ولا كل إنسان بإنسان والبيت من أبيات الكتاب، وتقديره وكل نار، فناب ذكره في أول الكلام عن إعادته في آخره، وإنما قال ذلك هربا من العطف على عاملين، وهما كل وتحسبين.
(خل السبيل لمن يبنى المنار به) وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر في سورة التوبة عند قوله تعالى (فخلوا سبيلهم) معناه: اترك السبيل الرشاد لمن يطلبه ويعبره فهو أولى به فمن يهده الله فلا مضل له، وابرز منه إلى طريق الغى والضلال إذا اضطرك له قضاء وقدر، فإن من يضلل الله فلا هادي له، فلا ينفع الحذر مما قضاه الله وقدره، والبيت لجرير يهجو به عمر بن لجأ التميمي.
(وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة * عشية قارعنا جذام وحميرا) في سورة التوبة عند قوله تعالى (الذين اتبعوه في ساعة العسرة) حيث قالوا: الساعة والعشية واليوم يستعمل في معنى الزمان المطلق كما استعملت العشية في البيت، قال الأصمعي في الأمثال: ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة، قال: والمعنى ليس كل ما أشبه شيئا ذلك الشئ، وجذام بضم الجيم أبو هذه القبيلة فسميت به وأصل الجذم القطع. والمعنى: قلت لما التقينا مع جذام وحمير إن سبيلهم سبيل سائر الناس وإنا سنغلبهم ونقهرهم فوجدناهم بخلاف ذلك فقال بعد ذلك:
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه * ببعض أبت عيدانه أن تكسرا وقيل يصفهم بكثرة القرى والكرم.
(إذا جاء يوما وارثي يبتغى الغنى * يجد جمع كف غير ملأى ولا صفر) يجد فرسا مثل العنان وصارما * حساما إذا ما هز لم يرض بالهبر وأسمر خطيا كأن كعوبه * نوى القسب قد أربى ذراعا على العشر لحاتم الطائي. في سورة التوبة عند قوله تعالى (الذين اتبعوه في ساعة العسرة) يعنى استعملت الساعة هنا