تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٠٣
ولا خير في حسن الجسوم وطولها * إذا لم يزن حسن الجسوم عقول فإن لا يكن جسمي طويلا فإنني * له بالخصال الصالحات وصول وإني لا أخزى إذا قيل مملق * سخى وأخزى أن يقال بخيل إذا كنت في القوم الطوال علوتهم * بعارفة حتى يقال طويل وكم قد رأينا من فروع كثيرة تموت إذا لم تحمهن أصول ولم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو وأما وجهه فجميل (أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره * أكيلكم بالصاع كيل السندرة *) في سورة الأعراف عند قوله تعالى (ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم) على تقدير كون أبلغكم صفة.
قال الزمخشري: إن قلت كيف جاز أن يكون صفة والرسول لفظه لفظ الغالب؟ قلت: جاز ذلك لأن الرسول وقع خبرا عن ضمير المخاطب بكسر الطاء فكأنه في معناه كما في البيت، قاله الإمام علي رضي الله عنه حين بارز مرحبا اليهودي يوم خيبر، وكانت أمه فاطمة بنت أسد رضي الله عنها سمته باسم أبيها، وكان أبو طالب غائبا، فلما رجع كره هذا الاسم وسماه عليا، والسندرة مكيال كبير، وقيل اسم امرأة كانت تبيع القمح، وتوفى الكيل.
والمعنى أعطيهم كيلا واسعا، ووجه الكلام أنا الذي سمته ليرجع الضمير من الصلة إلى الموصول ولكن ذهب إلى المعنى كأنه قال أنا سمتني:
(نزلت بخيل لا هوادة بينها * وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر) البيت لخراش بن زهير في سورة الأعراف عند قوله تعالى (حقيق على أن لا أقول على الله إلا لحق) فيه أربع قراءات المشهورة: وحقيق على أن لا أقول وهى قراءة نافع، وحقيق أن لا أقول وهى قراءة عبد الله، وحقيق بأن لا أقول وهى قراءة أبى، وفى المشهورة إشكال ولا يخلو من وجوه: أحدها أن تكون مما يقلب من الكلام لأمن الإلباس كقوله * وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر * ومعناه: وتشقى الضياطرة بالرماح: يعنى فيكون بمعنى قراءة نافع: أي قول الحق حقيق على، فقلب اللفظ فصار إما حقيق على قول الحق، والثاني أن ما لزمك فقد لزمته: أي قول الحق لما كان حقيقا على كان هو حقيقا على قول الحق أي لازما له. والثالث أن معنى حقيق معنى حريص كما ضمن هيجني معنى ذكرني في بيت الكتاب: يعنى قوله:
إذا تغنى الحمام الورق هيجني * ولو تعريت عنها أم عمار كما سيأتي بعد هذا البيت. والرابع أن يغرق موسى عليه السلام في وصف نفسه بالصدق: أي أنا حقيق على قول الحق: أي واجب على أن أكون أنا قائله والقائم به وكل ذلك وجوه متعسفة، وليس المعنى إلا ما ذكر أولا، وقبل البيت:
كذبتم وبيت الله حين تعالجوا * قوادم قرب لا تليق ولا تمرى مضارع أمرى، يقال أمرت الناقة: إذا در لبنها. والهوادة: الصلح. والضيطار: الرجل الضخم الذي لا غناء عنده، وقياس جمعه الضياطير، إلا أنه عوض الهاء من المدة كبياطرة في بيطار. والحمر عندهم العجم وهو
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست