ذم. وقوله " أن يغرق موسى " معناه: أن يبالغ، ولا يغنى به المبالغة المذمومة، والمراد بالحمر في البيت الرجال.
والهادة: البقية من القوم يرجى بها صلاحهم. والعرب تصف بالخضرة كل شئ يستحسن، وكل شئ مكروه بالحمرة تقول سنة حمراء: أي القحط، واحمر البأس: أي اشتد، والموت الأحمر. ومعناه: وتشقى الضياطرة بالرماح، وذلك مما يقلب من الكلام لأمن الإلباس، وأولوا قوله (إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة) وإنما العصبة التي تنوء بها. قال عروة بن الورد:
فديت بنفسه نفسي ومالي * ولا آلوك إلا ما أطيق والمعنى فديت بنفسي ومالي نفسه.
(إذا تغنى الحمام الورق هيجني * ولو تعريت عنها أم عمار) هو من أبيات الكتاب في سورة الأعراف عند قوله تعالى (حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق) حيث ضمن هيجني معنى ذكرني وفاعل هيجني ضمير النوى، وأم عمار مفعوله لتضمنه معنى ذكرني.
(قالت له ريح الصبا قرقار * واختلط المعروف بالإنكار) في سورة الأعراف عند قوله تعالى (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) هو من باب التمثيل والتخييل، وباب التمثيل واسع في كلام الله تعالى ورسوله، وفى كلام العرب ونظيره قوله عز وعلا (إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) وقوله:
* إذ قالت الأنساع للبطن الحق * ومنه: قالت له ريح الصبا الخ، ومعلوم أنه لا قول ثم وإنما هو تمثيل وتصوير للمعنى: أي قالت ريح الصبا للسحاب قرقر بالرعد، فالريح تأمر السحاب بالقرقرة، ويجوز أن يقال بلفظ الماضي، ويجوز أن يقال بلفظ الأمر، فإذا كان بلفظ الماضي يريد أن المطر أصاب كل مكان مما كان يبلغه المطر ويعرف، ومما كان لا يبلغه وينكر بلوغه إياه، وإذا كان بلفظ الأمر فيكون من تمام قول الريح:
أي قالت الريح للسحاب قرقر يا رعد واختلط المعروف: يعنى المطر بالإنكار: يعنى بالبرق والسيل والصواعق، وفى الماضي يجوز هذا المعنى أيضا.
(وما كنت أرجو أن يكون عطاؤه * أداهم سودا أو محدرجة حمرا) البيت للفرزدق في سورة الأنفال عند قوله تعالى (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) المكاء بوزن الدعاء من مكا يمكو: إذا صفر. والتصدية: التصفيق. ووجه هذا الكلام ما قيل في معنى البيت وهو أنه وضع القيود والسياط موضع العطاء، ووضعوا المكاء والتصدية موضع الصلاة، وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء وهم مشبكون بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون، وكانوا يفعلون ذلك إذا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته يخلطون عليه: أي ما كنت أخشى: أي ما كنت أعلم، وأداهم جمع أدهم وهو الأسود من الحيات، والعرب تذكر الأدهم وتريد به القيود كما في قصة القبعثري، وهى غنية عن الذكر مشهورة، والمحدرجة: السياط المفتولة. ومعناه: ما كنت أعلم أنه يضع القيود والسياط موضع العطاء.
ولقد علمت على تجنبي الردى * (أن الحصون الخيل لا مدر القرى) البيت لأشعر الجعفي، في سورة الأنفال عند قوله تعالى (ومن رباط الخيل) تخصيص الخيل من بين