تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٩٥
هو لامرئ القيس. في سورة طه عند قوله تعالى (لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا) يخاطب بذلك نفسه ويقول:
أشرب اليوم غير واغل وهو شراب السفلة وغير آثم بشربي، أي غير حانث لأنه كان آلى أن لا يشرب الخمر حتى يقتل بنى أسد بأبيه حجر، وكانوا قتلوه فوقع ببعضهم وقتل جماعة منهم فقال عند ذلك: حلت لي الخمر الخ، والمستحقب للشئ: الحامل له وهو مأخوذ من الحقبة، ووغل يغل إذا دخل على القوم في شربهم فشرب من غير أن يدعى إليه إظهار لإدراك الثأر، والواغل في الشرب مثل الوارش في الطعام، والبيت شاهد على قراءة الجزم في قوله (لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا) على تقدير تسكين الثاء للتخفيف كقول امرئ القيس فاليوم أشرب وحركة أشرب الإعرابية تشبه حركة البناء في عضد.
(النبع في الصخرة الصماء منبته * والنخل ينبت الماء والعجل) في سورة الأنبياء عند قوله تعالى (خلق الإنسان من عجل) قيل العجل الطين بلغة حمير كما قال: والنخل ينبت الخ. النبع: شجر يتخذ منه القسي، قال:
(تخوف الرحل منها تامكا قردا * كما تخوف عود النبعة السفن) في سورة النحل عند قوله تعالى (أو يأخذهم على تخوف) أي تنقص.
(تمنى كتاب الله أول ليلة * تمنى داود الزبور على رسل) في سورة الحج عند قوله تعالى (إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته): أي إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته، ومنه قوله تعالى (لا يعلمون الكتاب إلا أماني) قال الأزهري: إلا تلاوة من غير كتاب، وقال ابن عرفة: إلا كذبا من قولهم مان في حديثه مينا وتمنى تمنيا. ومنه قول عثمان: ما تمنيت من أسلمت: أي ما كذبت. وقال ابن الأنباري:
الأماني تنقسم على ثلاثة أقسام: تكون من التمني، وتكون من التلاوة، وتكون من الكذب، وأنشد الشاعر في عثمان بن عفان * تمنى كتاب الله أول ليلة * البيت. على رسل: أي على الاتئاد والسكينة وهو ضد السرعة.
(رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم * قطينا بها حتى إذا أنبت البقل) هو من قصيدة لزهير بن أبي سلمى يمدح بها سنان بن أبي حارثة، وأولها:
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو * وأقفر من سلمى التعانيق فالثقل وقبل البيت:
إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت * ونال كرام المال في الحجرة الأكل هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا * وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا وفيهم مقامات حسان وجوهها * وأندية ينتابها القول والفعل على مكثريهم حق من يعتريهم * وعند المقلين السماحة والبذل وما يك من خير أتوه فإنما * توارثه آباء أبائهم قبل وهل ينبت الخطى إلا وشيجه * وتغرس إلا في منابتها النخل في سورة المؤمنين عند قوله تعالى (تنبت بالدهن) حيث قرئ تنبت. وفيه وجهان أحدهما: أن أنبت بمعنى
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»
الفهرست