من قصيدة امرئ القيس المشهورة. في سورة لقمان عند قوله تعالى (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر) على تقدير رفع البحر وكون البحر حالا وليس فيه ضمير راجع إلى ذلك الحال، وهو من الأحوال التي حكمها حكم الظروف، وقد يجرى الحال مجرى الظروف لأنها في تقدير الحال، فقولك جاء زيد راكبا معناه في حال ركوبه، فلذا يستغنى عن الضمير: ويجوز أن يكون المعنى وبحرها والضمير للأرض والوكنة: موضع الطير حيثما وضعت والجمع وكنات ووكن. وفرس أجرد: إذا رق شعره وقصر. والأوابد:
الوحوش. يقول: أغتدى في السحر للصيد والحال أن الطير بعد في أوكارها بفرس منجرد: أي قصير الشعر قيد الوحوش بحيث لا تقدر أن تفر منه عظيم الجسم.
(قصدت إلى عنسي لأحدج رحلها * وقد حان من تلك الديار رحيلها فأنت كما أن الأسير وصرخت * كصرخة حبلى أسلمتها قبيلها) هو للأعشى: في سورة الملائكة عند قوله تعالى (وهم يصطرخون فيها) أي يتصارخون من الصراخ وهو الصياح بجهد وشدة، قال * كصرخة حبلى أسلمتها قبيلها * أي كصراخ المرأة الحامل التي قد ضربها المخاض فهي تصيح لما يؤلمها من ذلك. وأسلمتها قبيلها: يريد أن القابلة أيست لما رأت بها. واستعمل في الاستغاثة بجهد، وفى معناه:
إذا ما قمت أرحلها بليل * تأوه آهة الرجل الحزين والقبيل والقبول: القابلة.
(وغلام أرسلته أمه * بألوك فبذلنا ما سأل أرسلته فأتاه رزقه * فاشتوى ليلة ريح واجتمل) في سورة يس عند قوله تعالى (ولهم فيها ما يدعون) يفتعلون من الدعاء: أي يدعون به لأنفسهم كقولك اشتوى واجتمل: إذا شوى وجمل لنفسه، كما قال لبيد: فاشتوى الخ. وقيل افتعل بمعنى تفاعل: أي ما يتداعونه كقولهم ارتموا وتراموا.
(ألا زعمت هوازن قل مالي) * وهل لي غير ما أنفقت مال أسر به نعم ونعم قديما * على ما كان من مال وبال في سورة والصافات عند قوله تعالى (فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون) ولو حكى الوعيد كما هو لقال إنكم لذائقون، ولكنه عدل به إلى لفظ التكلم لأنهم يتكلمون بذلك عن أنفسهم كما في البيت، ومنه قول المحلف للحالف: احلف لأخرجن. الهمزة لحكاية لفظ الحالف، والتاء لإقبال المحلف على المحلف، وهوازن اسم امرأة: أي ونعم وبال على المال: أي يؤدى إلى هلاكه فلو حكى قولها لقال قل مالك:
(غمر الجراء إذا قصرت عنانه * بيدي استناص ورام جرى المسحل) هو لحارثة بن بدر. في سورة ص عند قوله تعالى (ولات حين مناص) والمناص مفعل من ناص ينوص:
أي تأخر، ومنه قول امرئ القيس:
أمن ذكر سلمى إذ نأتك تنوص * فتقصر عنها خطوة وتبوص