تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٨٧
الخامس حتى ينصف الجاهل من جهله الأقران ويرى ما فيه من قوة اجتهاد من ساق هذه وأمثالها في هذا الكتاب على نهج الصحة والصواب الخ.
(تبقلت في أول التبقل * بين رماحي مالك ونهشل) في سورة الأعراف عند قوله تعالى (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا) والأسباط: أولاد الأولاد جمع سبط، وكانوا اثنتي عشرة قبيلة من اثنى عشر ولدا من ولد يعقوب عليه السلام. قال الزمخشري: إن قلت مميز ما عدا العشرة مفرد فما وجه مجيئه مجموعا، وهلا قيل اثنى عشر سبطا؟ قلت: وقيل ذلك لم يكن تحقيقا لأن المراد:
وقطعناهم اثنتي عشرة قبيلة، وكل قبيلة أسباط لا سبط، فوضع أسباطا موضع قبيلة، ونظيره:
* بين رماحي مالك ونهشل * يقال تبقلت الغنم وغيرها: إذا رعت النبات أول ما ينبت. ومالك بن ضبعة ونهشل بن دارم: أميران من أمراء العرب. يصف رمكة مرتاضة اعتادت ممارسة الحرب، وثنى رماحا وهو جمع على تأويل رماح هذه القبيلة ورماح هذه القبيلة.
(إن تقوى ربنا خير نفل * وبإذن الله ريثي وعجل أحمد الله فلا ند له * بيديه الخير ما شاء فعل من هداه سبل الخير اهتدى * ناعم البال ومن شاء أضل) في سورة الأنفال. النفل: ما يعطاه الغازي زائدا على سهمه من الغنيمة، وهو أن يقول الإمام تحريضا على البلاء في الحرب: من قتل قتيلا فله سلبه، أو يقول لسرية: ما أصبتم فهو لكم أو فلكم نصفه أو ربعه، ولا يخمس النفل، ويلزم الإمام الوفاء بما وعد منه. وقوله خير نفل: أي خير غنيمة. والند: ما يضاد الشئ في أموره وهو ضده، والند: المثل أيضا.
(جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم * وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو) في سورة الأنفال عند قوله تعالى (وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا) أي عطاء جميلا، والمعنى: وللإحسان إلى المؤمنين فعل ما فعل وما فعله إلا لذلك، فإن الله تعالى يبلى العبد بلاء حسنا وبلاء سيئا، ويبلو بالنعمة كما يبلو بالمصيبة. وأبليته: أعطيته، يقول: جزى الله الممدوحين بالإحسان جزاء ما فعلا بكم وأعطاهما خير العطاء الذي يعطيه لأحد. وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة إبراهيم عند قوله تعالى (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) حيث كان فعل آل فرعون بلاء من ربهم، على أن الإشارة إلى الإنجاء وهو بلاء عظيم، والبلاء يكون ابتلاء بالنعمة والمحنة جميعا كما قال تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) وقال زهير: * وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو * وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني * شاو مشل شلول شلشل شول في فتية كسيوف الهند قد علموا * (أن هالك كل من يحفى وينتعل) في سورة يونس عند قوله تعالى (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) ومعنى (تحيتهم فيها سلام) أن بعضهم يحيي بعضا بالسلام، وقيل تحية الله لهم، وأن هي المخففة من الثقيلة وأصله أنه الحمد لله على أن الضمير للشأن كقوله * أن هالك كل من يحفى وينتعل * شاو: أي غلام يطبخ الشواء. وشلول: أي خفيف في العمل. مشل: أي مسرع شلشل: أي ماض في الحوائج. شول: أي مخرج اللحم من القدر. وقوله في فتية أي في فئة كالسيوف
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»
الفهرست