تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٤٨٥
فبت رقيبا للرفاق على شفا * أحاذر منهم من يطوف وأنظر إليهم متى يستمكن النوم منهم * ولى مجلس لولا اللبانة أوعر وباتت قلوصي بالعراء ورحلها * لطارق ليل أو لمن جاء معور وبت أناجي النفس أين خباؤها * وكيف لما آتي من الأمر مصدر فدل عليها القلب ريا عرفتها * لها وهوى النفس الذي كان يضمر فلما فقدت الصوت منهم وأطفئت * مصابيح شبت بالعشاء وأنور وغاب قمير كنت أهوى غيوبه * وروح رعيان ونوم سمر وخفض عني الصوت أقبلت مشية ال‍ * حباب وشخصي خشية الحي أزور فحييت إذ فاجأتها فتولهت * وكادت بمخفوض التحية تجهر وقالت وعضت بالبنان فضحتني * وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسر أريتك إذ هنا عليك ألم تخف * رقيبا وحولي من عدوك حضر فوالله ما أدري أتعجيل حاجة * سرت بك أم قد نام من كنت تحذر فقلت لها بل قادني الشوق والهوى * إليك وما نفس من الناس تشعر فقالت وقد لانت وأفرخ روعها * كلاك بحفظ ربك المتكبر فأنت أبا الخطاب غير منازع * علي أمير ما مكثت مؤمر فيالك من ليل تقاصر طوله * وما كان ليلي قبل ذلك يقصر ويا لك من ملهى هناك ومجلس * لنا لم يكدره علينا مكدر يمج ذكي المسك منها مقبل * نقى الثنايا ذو غروب مؤشر تراه إذا ما افتر عنه كأنه * حصى برد أو أقحوان منور وترنو بعينيها إلي كما رنا * إلى ظبية وسط الخميلة جؤذر فلما تقضى الليل إلا أقله * كادت توالى نجمه تتغور أشارت بأن الحي قد حان منهم * هبوب ولكن موعد منك عزور فما راعني إلا مناد ترحلوا * وقد لاح معروف من الصبح أشقر فلما رأت من قد تنبه منهم * وإيقاظهم قالت أشر كيف تأمر فقلت أباديهم فإما أفوتهم * وإما ينال السيف ثأرا فيثأر فقالت أتحقيقا لما قال كاشح * علينا وتصديقا لما كان يؤثر فإن كان ما لا بد منه فغيره * من الأمر أدنى للخفاء وأستر أقص على أختي بدء حديثنا * ومالي من أن يعلما متأخر
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»
الفهرست