وقوله (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون) يعني لا يظلم أحدا حتى يبين لهم ما يرسل إليهم فإذا لم يؤمنوا هلكوا (ولكل درجات مما عملوا يعني لهم درجات على قدر اعمالهم (وما ربك بغافل عما يعملون) ثم قال (وربك الغني ذو الرحمة ان يشاء يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) وقوله (ان ما توعدون لآت) يعني من القيامة والثواب والعقاب (وما أنتم بمعجزين) وقوله (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون) فان العرب إذا زرعوا زرعا قالوا هذا لله وهذا لآلهتنا وكانوا إذا سقوها فحرف (1) الماء من الذي لله في الذي للأصنام لم يسدوه وقالوا الله اغنى، وإذا حرف من الذي للأصنام في الذي لله سدوه وقالوا الله أغني، وإذا وقع شئ من الذي لله في الذي للأصنام لم يردوه وقالوا الله اغنى، وإذا وقع شئ من الذي للأصنام في الذي لله ردوه وقالوا الله اغنى، فأنزل الله في ذلك على نبيه صلى الله عليه وآله وحكى فعلهم، وقولهم فقال " وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا.. الخ " وقوله: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) قال يعني اسلافهم زينوا لهم قتل أولادهم (ليردوهم وليلبسوا؟؟ عليهم دينهم) يعني يغيروهم (ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون) وقوله (وقالوا هذه انعام وحرث حجر) قال الحجر المحرم (لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم) قال كانوا يحرمونها على قوم (وانعام حرمت ظهورها) يعني البحيرة والسائبة والوصية والحام (وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم
(٢١٧)