الملائكة تظن انه منهم ولم يكن منهم فلما امر الله الملائكة بالسجود لآدم (ع) اخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد فعلم الملائكة عند ذلك ان إبليس لم يكن مثلهم فقيل له (ع) فكيف وقع الامر على إبليس وإنما امر الله الملائكة بالسجود لآدم؟ فقال كان إبليس منهم بالولاء (1) ولم يكن من جنس الملائكة وذلك أن الله خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس منهم حاكما في الأرض فعتوا وأفسدوا وسفكوا الدماء فبعث الله الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه إلى السماء وكان مع الملائكة يعبد الله إلى أن خلق الله تبارك وتعالى آدم (ع).
فحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن (أبى ط) مقدام عن ثابت الحذاء عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى أراد ان يخلق خلقا بيده وذلك بعد ما مضى من الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة وكان من شأنه خلق آدم كشط (2) عن اطباق السماوات قال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم وغضبوا وتأسنوا على أهل الأرض ولم يملكوا غضبهم قالوا ربنا إنك أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن وهذا خلقك الضعيف الذليل يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويتمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تأسف عليهم ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك قال فلما سمع ذلك من الملائكة قال (اني جاعل في الأرض خليفة) يكون حجة لي في الأرض على خلقي فقالت الملائكة سبحانك (أتجعل فيها من يفسد فيها)