فأمرؤها (1) وأنشؤها ثم انزوها (2) وجزوها وفصلوها (3) واجروا فيها الطبايع الأربعة الريح والدم والمرة والبلغم فجالت الملائكة عليها وهي الشمال والجنوب والصبا والدبور واجروا فيها الطبايع الأربعة، الريح في الطبايع الأربعة من البدن من ناحية الشمال والبلغم في الطبايع الأربعة من ناحية الصبا والمرة في الطبايع الأربعة من ناحية الدبور والدم في الطبايع الأربعة من ناحية الجنوب، قال فاستفلت النسمة وكمل البدن فلزمه من ناحية الريح حب النساء وطول الامل والحرص، ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام والشراب والبر والحلم والرفق، ولزمه من ناحية المرة الحب والغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمه من ناحية الدم حب الفساد واللذات وركوب المحارم والشهوات، قال أبو جعفر وجدناه هذا في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام، فخلق الله آدم فبقي أربعين سنة مصورا فكان يمر به إبليس اللعين فيقول لامر ما خلقت فقال العالم عليه السلام فقال إبليس لئن امرني الله بالسجود لهذا لأعصينه، قال ثم نفخ فيه فلما بلغت الروح إلى دماغه عطس عطسة جلس منها فقال الحمد لله فقال الله تعالى يرحمك الله قال الصادق عليه السلام فسبقت له من الله الرحمة ثم قال الله تبارك وتعالى للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا له فأخرج إبليس ما كان في قلبه من
(٤١)