فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم) وان فرعون لما بلغه ان بني إسرائيل يقولون يولد فينا رجل يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده كان يقتل أولادهم الذكور ويدع الإناث، واما قوله (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة الآية) فان الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى (ع) انى انزل عليكم التورية وفيها الاحكام التي يحتاج إليها إلى أربعين يوما وهو ذو القعدة وعشرة من ذي الحجة فقال موسى (ع) لأصحابه ان الله قد وعدني ان ينزل على التورية والألواح إلى ثلاثين يوما فأمره الله ان لا يقول لهم إلى أربعين يوما فتضيق صدورهم ونكتب خبره في سورة طه وقوله (وإذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم) فان موسى (ع) لما خرج إلى الميقات ورجع إلى قومه وقد عبدوا العجل قال لهم " يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم " فقالوا وكيف نقتل أنفسنا فقال لهم موسى اغدوا كل واحد منكم إلى بيت المقدس ومعه سكين أو حديدة أو سيف فإذا صعدت انا منبر بني إسرائيل فكونوا أنتم متلثمين لا يعرف أحد صاحبه فاقتلوا بعضكم بعضا فاجتمعوا سبعين الف رجل ممن كانوا عبدوا العجل إلى بيت المقدس فلما صلى بهم موسى (ع) وصعد المنبر اقبل بعضهم يقتل بعضا حتى نزل جبرئيل فقال قل لهم يا موسى ارفعوا القتل فقد تاب الله عليكم فقتل عشرة آلاف وانزل الله (ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم) وقوله (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة الآية) فهم السبعون الذين اختارهم موسى ليسمعوا كلام الله فلما سمعوا الكلام قالوا لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة فبعث الله عليهم صاعقة فاحترقوا ثم أحياهم الله بعد ذلك وبعثهم أنبياء فهذا دليل على الرجعة في أمة محمد صلى الله عليه وآله فإنه قال صلى الله عليه وآله لم يكن في بني إسرائيل شئ الا وفي أمتي مثله وقوله (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم
(٤٧)