(وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) وقوله (وان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا) فإنه روى أن رسول الله ص إذا رجع آمن به الناس كلهم قال حدثني أبي عن القاسم بن محمد بن سليمان بن داود المنقري عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب قال قال لي الحجاج بان آية في كتاب الله قد أعيتني، فقلت أيها الأمير أية آية هي؟ فقال قوله " وان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " والله اني لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد، فقلت أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت، قال كيف هو؟ قلت إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا نصراني إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي، قال ويحك انى لك هذا ومن أين جئت به، فقلت حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فقال جئت بها والله من عين صافية، وقوله (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا) فإنه حدثني أبي عن ابن محبوب عن عبد الله بن أبي يعقوب (يعفور ط) قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من زرع حنطة في ارض فلم يزك في ارضه وزرعه وخرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض أو بظلم مزارعه واكرته لان الله يقول فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم الطيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا هكذا أنزلها الله فاقرؤها هكذا وما كان الله ليحل شيئا في كتابه ثم يحرمه من بعد ما أحله ولا ان يحرم شيئا ثم يحله من بعد ما حرمه، قلت وكذلك أيضا قوله ومن الإبل والبقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما، قال نعم، قلت فقوله إلا ما حرم إسرائيل على نفسه، قال إن إسرائيل كان إذا أكل من لحم الإبل يهيج عليه وجع الخاصرة فحرم على نفسه لحم الإبل وذلك من قبل ان تنزل التورية، فلما أنزلت التورية
(١٥٨)