بين أبى عبد الله عليه السلام كلام حتى ارتفعت أصواتهما واجتمع الناس ثم افترقا تلك العشية فلما أصبحت غدوت في حاجة لي فإذا أبو عبد الله على باب عبد الله بن الحسن، وهو يقول: قولي يا جارية لأبي محمد هذا أبو عبد الله بالباب فخرج عبد الله بن الحسن وهو يقول: يا أبا عبد الله ما بكر بك؟ قال: انى مررت البارحة بآية من كتاب الله فأقلقني قال:
وما هي؟ قال: قوله عز وجل: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) قال: فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبد الله بن الحسن: صدقت والله يا با عبد الله كأني لم اقرأ هذه الآية قط كأني لم يمر بي هذه الآية قط [كتب الينا] (1) 32 - الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد عن سالمة مولاة أم ولد كانت لأبي عبد الله قالت: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام حين حضرته الوفاة فأغمي عليه فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن الحسين وهو الأفطس سبعين دينارا، قلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة (2) قال: ويحك اما تقرئين القرآن؟ قلت: بلى قال: اما سمعت قول الله تبارك وتعالى (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) 33 - قال: وقال (يصلون ما أمر الله به أن يوصل) فقال هو صلة الامام (3) 34 - عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) قال: هو صلة الامام في كل سنة بما قل أو كثر، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: وما أريد بذلك الا تزكيتكم (2).
35 - عن سماعة قال: سألته عن قول الله: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) فقال: هو ما افترض الله في المال غير الزكاة، ومن أدى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه (5).