ولا ينفعه ساعتئذ ما ينقله عن إسحاق وغير إسحاق من قوله " التشبيه أن تقول يد كيد ورجل كرجل " أو نحو هذه العبارات!! لأنها أولا: ليست نصوصا شرعية، وثانيا: تعارضها قواعد المعقول ونصوص المنقول، ودونكم في هذا العصر أمثال صاحب كتاب " عقيدة أهل الايمان في خلق آدم على صورة الرحمن " فمن تأمل هذا العنوان أدرك أن القوم مشبهة مهما حاولوا التظاهر بالتنصل من التشبيه والتجسيم!!
وإذا لم يكن هذا التشبيه والتجسيم فما هو التشبيه والتجسيم إذا؟!!
وإليكم ما يقوله الامام النووي في شرح " صحيح مسلم " (16 / 166) في هذا الموضوع:
" قال المازري: وقد غلط ابن قتيبة في هذا الحديث فأجراه على ظاهره، فقال (1) لله تعالى صورة لا كالصور، وهذا الذي قاله ظاهر الفساد، لان الصورة تفيد التركيب وكل مركب محدث والله تعالى ليس بمحدث فليس هو مركبا فليس مصورا، قال: وهذا كقول المجسمة جسم لا كالأجسام لا رأوا أهل السنة يقولون الباري سبحانه وتعالى شئ لا كالأشياء، طردوا الاستعمال فقالوا: جسم لا كالأجسام، والفرق أن لفظ شئ لا يفيد الحدوث ولا يتضمن ما يقتضيه وأما جسم وصورة فيتضمنان التأليف والتركيب وذلك دليل الحدوث " انتهى فتأمل!!
.